اليمن

دور الإمارات في دعم اليمن.. من الملاحم العسكرية إلى الجهود الدبلوماسية والإنسانية

في 17 يناير/كانون الثاني 2022، تعرضت الإمارات لهجمات من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية في خطوة تعكس حجم الضيق الذي تعانيه المليشيات بسبب الدور الإماراتي البارز في اليمن.

وتزامنت هذه الهجمات مع عملية “إعصار الجنوب“، التي هدفت إلى تحرير شبوة من قبضة مليشيات الحوثي وأذرعها الإرهابية، مما أثبت مجددًا ما حققته الإمارات من إنجازات في الساحات العسكرية، والسياسية، والإنسانية، والتي قلصت نفوذ المليشيات.

وشارك الإماراتيون بفخر ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الشرعية في اليمن، حيث انخرطوا في مسارين؛ الأول عسكري لدحر التهديدات، والثاني دبلوماسي لحل الأزمة السياسية، إلى جانب جهودهم في إعادة إعمار البلاد بمشاريع شملت جميع الاتجاهات.

على الأرض، كان للإماراتيين، إلى جانب القوات اليمنية والسعودية وأعضاء التحالف الآخرين، دور حاسم في ثماني معارك ميدانية هامة.

بدأت هذه المعارك بتحرير عدن خلال عملية “السهم الذهبي” في يوليو 2015، حيث قادت القوات الإماراتية مع المقاومة الجنوبية هذا الانتصار الكبير، وقدموا أول شهيد إماراتي عبدالعزيز الكعبي، الذي سقط في معركة تحرير اليمن.

في غضون أيام من تحرير عدن، انتقل القتال إلى قاعدة العند، وهي أكبر قاعدة عسكرية في اليمن، حيث طُرد الحوثيون منها في أغسطس من نفس العام.

كما شاركت الإمارات في تحرير مأرب في أكتوبر 2015 تحت قيادة العميد علي سيف الكعبي، الذي قاد معركة تاريخية لحماية مأرب من التمدد الإيراني والحوثي.

في الشهر ذاته، ساهمت القوات الإماراتية في تأمين باب المندب، وهو ممر مائي استراتيجي، من الحوثيين في عملية “الرمح الذهبي”.

وفي 2016، كانت المكلا تحت الأنظار، حيث نجحت قوات التحالف في تحرير المدينة من تنظيم القاعدة في أبريل.

وفي 2017، قادت الإمارات مع القوات السعودية والسودانية معركة لتحرير المخا والساحل الغربي وصولاً إلى الخوخة.

أما في 2018، فقد بدأت معركة تحرير الحديدة لحماية الملاحة الدولية، إلا أن المجتمع الدولي أوقفها، مما أعطى مليشيا الحوثي الإرهابية فرصة لاستخدامها كقاعدة لمهاجمة السفن.

آخر المعارك كانت عملية “إعصار الجنوب” في يناير 2022، التي أنقذت مأرب من السقوط العسكري وعززت الدفاع عن المناطق المحررة، مما دفع الحوثيين إلى مهاجمة المنشآت المدنية في أبو ظبي.

وصرح الضابط اليمني علي فضل الطيار لـ”العين الإخبارية” بأن “الدعم الإماراتي الصادق جاء للقضاء على الحوثيين والجماعات الإرهابية، حيث سُطرت تضحيات الإماراتيين في ذاكرة اليمنيين كتاريخ مشرف لإنقاذ بلدهم من الإرهاب والموت”.

ومنذ انطلاق عملية “عاصفة الحزم”، كان للإماراتيين دور عسكري ودبلوماسي مع السعوديين في مواجهة التهديدات الحوثية والإيرانية، ودعم جهود الحل السياسي في اليمن لتحقيق أمنه واستقراره.

كما قدمت الإمارات دعمها في مجال حقوق الإنسان، من خلال تبني قرارات لتعزيز القدرات اليمنية في هذا المجال.

وعلى الصعيد الإنساني، قدمت الإمارات مساعدات كبيرة في مجالات الإغاثة العاجلة والمشاريع التنموية مثل محطات الطاقة الشمسية وشبكات الطرق، بالإضافة إلى وديعة مالية لدعم البنك المركزي اليمني لتخفيف آثار الحرب وإنقاذ الاقتصاد.

رئيس المنتدى الشبابي للتنمية أصيل محمد، أكد لـ”العين الإخبارية” أن الإمارات لعبت دوراً محورياً في تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب، ودعمت الجهود الإنسانية والتنموية في اليمن بمساعدات تجاوزت 6 مليارات دولار، كما ساهمت في تعزيز قدرات اليمن على حماية حقوق الإنسان.

وتواصل الإمارات جهودها لتحقيق السلام وإزالة العوائق أمام المساعدات الإنسانية، ودعم الحوار السياسي لإنهاء الصراع، وفق ما أوضح محمد، مشيراً إلى أن هذه الجهود تمهد الطريق لوقف شامل لإطلاق النار.