تصاعد الجرائم في تعز وسط غياب الأمن واتهامات للإخوان بالتواطؤ
تشهد مدينة تعز موجة متزايدة من الجرائم التي تثير القلق بين السكان، وسط اتهامات بوجود تواطؤ من قبل قيادات تابعة لحزب الإصلاح، الجناح السياسي لجماعة الإخوان، مع مرتكبي هذه الجرائم.
ويقاقم الوضع الأمني المتردي في المدينة هذه المشكلة، حيث يتكرر وقوع حوادث عنف مروعة دون وجود ردع حقيقي أو محاسبة فعالة.
وفي واحدة من أحدث الجرائم، تعرض منزل في بلدة “بريدة” بمديرية المعافر لهجوم مساء الثلاثاء الماضي من قبل ملثمين اقتحموا المنزل واعتدوا بالضرب على سيدة وطفليها، قبل أن يقوموا باحتجازهم في غرفة وإضرام النيران في المكان.
وأفاد مصدر مقرب من الأسرة ل”العين الإخبارية” بأن الحادث أسفر عن وفاة طفل في العاشرة من عمره اختناقًا، بينما أصيبت والدته وشقيقته بحروق خطيرة، في جريمة صدمت الرأي العام وأعادت تسليط الضوء على الفوضى الأمنية في تعز.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سبقتها جريمة أثارت ضجة واسعة، حيث قُتل والد الناشطة الإعلامية غدير الشرعبي داخل منزله على يد مسلح يُدعى وليد شعلة، وهو شخص سبق اتهامه بجرائم قتل لكنه كان قد أُطلق سراحه، ما شجعه على ارتكاب جريمة جديدة، وفقًا لما أقره مدير شرطة تعز في مؤتمر صحفي.
وفي حادثة أخرى، تعرض المواطن أنور منصور عبده الشرعبي في ديسمبر الماضي للاختطاف على يد عصابة مسلحة، حيث تم الاعتداء عليه ونهب سيارته قبل احتجازه داخل أحد أقسام الشرطة الخاضعة لنفوذ الإخوان، مما دفعه إلى الانتحار في اليوم التالي.
وكشفت تحقيقات البحث الجنائي أن العصابة تضم أفرادًا من القوات العسكرية التابعة للإخوان، ما أثار تساؤلات حول مدى تورط هذه الجهات في تغذية العنف داخل المدينة.
ودفع تصاعد معدل الجرائم في تعز العديد من الأهالي والناشطين إلى مطالبة الحكومة الشرعية بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في هذه الجرائم المتكررة، وضمان محاسبة المسؤولين عنها، بمن فيهم الشخصيات النافذة التي يُشتبه في توفيرها الحماية للمجرمين.
كما دعا ناشطون إلى إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وتعزيز استقلالية القضاء لضمان عدم الإفلات من العقاب.
ويرى البعض أن استمرار تواطؤ بعض القيادات الأمنية مع العناصر الإجرامية أدى إلى إضعاف العدالة، ما يجعل تدخل المجلس الرئاسي ضروريًا لمعالجة جذور المشكلة وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس تحترم سيادة القانون.
ومع تزايد شعور المواطنين بانعدام الأمان، يصف البعض الحياة في تعز اليوم بأنها “موت بطيء”، حيث بات الخوف من التعرض للجريمة جزءًا من الواقع اليومي لسكان المدينة.