وزير الإعلام : مليشيا الحوثي تسعى لطمس الهوية اليمنية عبر نهب الآثار
أكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، أن مليشيا الحوثي الإرهابية تسعى إلى طمس الهوية اليمنية من خلال نهب وتهريب الآثار، وتدمير المواقع التاريخية التي تعكس حضارة اليمن العريقة الممتدة لآلاف السنين.
جاء ذلك خلال اجتماعاته في وزارة الخارجية الأمريكية، حيث ناقش سبل تعزيز التعاون مع الجهات المعنية لحماية التراث الثقافي اليمني، وتعزيز برامج التبادل الثقافي والتدريب على مكافحة تهريب الآثار.
وفي اللقاء الذي جمعه بمسؤولي مكتب الشؤون التعليمية والثقافية (ECA) ومكتب شؤون الشرق الأدنى (NEA)، ثمّن الوزير الإرياني الجهود الأمريكية في استعادة عدد من القطع الأثرية اليمنية المنهوبة، والتي تم ضبطها وإعادتها إلى الحكومة اليمنية، ليتم عرضها في متحف السميثسونيان للفنون الآسيوية وفق اتفاقية تعاون مشترك.
كما أكد على ضرورة توسيع هذه الجهود وتعزيز التعاون في مكافحة تهريب الآثار، لا سيما مع استغلال بعض عمليات التهريب في تمويل مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
وفي سياق متصل، ناقش الوزير مع المسؤولين الأمريكيين إمكانية تقديم دعم لمتحف عدن، الذي يواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على مقتنياته بسبب نقص الموارد.
وشدد على أهمية توفير البنية التحتية المناسبة لحماية التراث اليمني، مشيراً إلى أن الحفاظ على الآثار يعد مسؤولية وطنية ودولية تتطلب تكاتف الجهود.
كما طرح الإرياني فكرة تنظيم فعالية موسيقية للأوركسترا اليمنية في الولايات المتحدة، مستعرضاً النجاحات التي حققتها الفعاليات الثقافية السابقة في مصر وفرنسا والمملكة العربية السعودية، والتي لاقت دعماً واسعاً من الأشقاء في وزارة الثقافة السعودية.
وطلب دعم الحكومة الأمريكية لاستضافة الفعالية في مركز كينيدي بواشنطن ومدن أمريكية أخرى، بهدف تسليط الضوء على التنوع الثقافي اليمني وتعزيز التواصل بين الشعوب.
ومن ضمن القضايا التي تم تناولها خلال الاجتماعات، دعا الوزير إلى استئناف برنامج “فولبرايت” لليمنيين، مشدداً على أهمية برامج التبادل الثقافي والتعليمي التي تديرها وزارة الخارجية الأمريكية، بما في ذلك برنامج الزائر الدولي، لما لها من أثر إيجابي في تمكين الشباب اليمني وتوسيع آفاقهم.
كما أشاد بالدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في مكافحة تهريب الآثار من خلال الاتفاقية الثنائية بين البلدين، والتي شكلت نموذجاً ناجحاً لاستعادة القطع الأثرية المهربة.
وفي هذا الإطار، عبّر الإرياني عن امتنانه للدعم الأمريكي في تنظيم ورشة العمل المرتقبة في الأردن، والتي ستُعقد خلال الأيام المقبلة بمشاركة ممثلين عن مختلف الجهات اليمنية المعنية.
وأوضح أن الورشة تهدف إلى إنشاء وحدة متخصصة لمكافحة تهريب الآثار، ووضع القوانين والإجراءات اللازمة لحماية التراث الثقافي اليمني، مؤكداً أن هذه الخطوة ستشكل نقلة نوعية في جهود التصدي لعمليات التهريب التي تُعد أحد مصادر تمويل المليشيات الإرهابية.
كما أشار إلى أن مليشيات الحوثي الإرهابية تمارس سياسة ممنهجة لتشويه هوية اليمن التاريخية عبر نهب الآثار وتدمير المعالم الأثرية، بهدف محو ملامح الحضارة اليمنية.
وأكد أن الآثار ليست مجرد إرث مادي، بل تمثل جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية التي يجب الحفاظ عليها للأجيال القادمة، داعياً المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود لوقف تهريب الآثار وتجفيف منابع تمويل المليشيات.
وفي ختام الاجتماعات، أشاد الإرياني بالدور البارز الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دعم اليمن على مختلف الأصعدة، خاصة في مجالات الإعلام والثقافة وحماية التراث.
وأوضح أن المملكة قدمت دعماً ملموساً لمشاريع الحفاظ على المواقع الأثرية وتنظيم الفعاليات الثقافية الدولية التي ساهمت في رفع الوعي العالمي بأهمية التراث اليمني…مؤكدا أن هذه الجهود ساعدت في تعزيز التعاون الدولي لحماية الهوية الثقافية اليمنية.
من جانبها، أكدت نائبة مدير الدبلوماسية العامة في (NEA)، زينيا باجاني، التزامها بتعزيز التعاون مع الحكومة اليمنية في المجالات الثقافية والتعليمية، مشيرةً إلى تجربتها السابقة في دعم اليمن خلال عملها في السفارة الأمريكية.
فيما أشاد مدير مركز التراث الثقافي في (ECA)، جلين ديفيس، بنجاح مشروع ترميم قلعة القاهرة، الذي تم بدعم أمريكي، معلناً عن إطلاق برنامج تعليمي جديد لتدريس اللغة العربية في الولايات المتحدة، وتقديم منح دراسية قصيرة الأمد للطلاب والأكاديميين اليمنيين.
وفي ختام اللقاءات، أعرب الإرياني عن تقديره للحكومة الأمريكية على دعمها المتواصل لليمن في المجالات الثقافية والإعلامية، مؤكداً أهمية استمرار هذا التعاون لحماية التراث اليمني وتعزيز الهوية الثقافية.
كما جدد دعوته للمجتمع الدولي للاقتداء بالنموذج الأمريكي والسعودي في دعم اليمن، ومكافحة تهريب الآثار، وتطوير البنية التحتية الثقافية.