اليمن

وزير الاعلام يزور معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

التقى وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني خلال زيارته لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى (WINEP)، عدد من الباحثين والمختصين في الشؤون السياسية.

وبحسب وكالة سبأ الرسمية، ناقش وزير الاعلام مع الباحثين تطورات الأوضاع في اليمن، والتحديات الراهنة التي تواجهها الحكومة اليمنية وعلى رأسها مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران.

وقدم الوزير الإرياني شرحا حول مليشيا الحوثي، وظروف نشأتها، والدور الإيراني في ظهورها وتطوير قدراتها، مرورا بانقلابها على الدولة، وممارساتها الخبيثة التي تستهدف تقويض استقرار اليمن والمنطقة بشكل عام، وتهديد المصالح الدولية.

واستعرض الإرياني ممارسات مليشيا الحوثي التي وصفها بأنها “خبيثة”، مشيرا إلى أن الحوثيين لا يكتفون بفرض عقيدتهم العنيفة على الشعب اليمني فقط، بل يسعون كذلك إلى تلقين الأجيال القادمة في المناطق التي يسيطرون عليها أفكارا متطرفة تؤسس لجيل من المحاربين الذين يعتنقون العنف والارهاب، كوسيلة لتحقيق أهدافهم.

وفي تقييمه للتهديد الذي تشكله مليشيا الحوثي، شدد الإرياني على أن الجماعة تمثل تهديدا ليس فقط لليمن والمنطقة بل للعالم بأسره، موضحا بأن الحوثيين، الذين يتبنون عقيدة إيديولوجية عنيفة، يشكلون خطراً بالغا على أمن واستقرار احد اهم الممرات البحرية الدولية.

وتطرق الوزير إلى هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وتهديد سلامة حركة السفن التجارية وناقلات النفط، إضافة إلى موجة الاختطافات التي طالت العاملين في الامم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية، وموظفي السفارة الأمريكية السابقين والحاليين.

وشدد وزير الاعلام على أن الحوثيين لا يمثلون مجرد ميليشيا محلية بل هم “وكيل تابع لإيران”، مؤكدا انهم يتلقون دعماً مادياً وعسكرياً مباشراً من الحرس الثوري الإيراني، مشيرا إلى أن إيران توفر لهم تكنولوجيا تصنيع الأسلحة والتدريب العسكري، فضلاً عن الخبراء والدعم المالي المستمر، وسلط الضوء على الاستثمار الكبير الذي يقوم بها النظام الإيراني وذراعه الحوثية في إنتاج الأسلحة والوقود الصلب.

وأشار إلى أن مليشيا الحوثي تتعاون بشكل مباشر ووثيق مع جماعات إرهابية مثل “تنظيم القاعدة، وداعش”، إضافة الى حركة الشباب في الصومال، واعتبر هذا التعاون بمثابة محاولة لزيادة التوترات والصراعات في المنطقة، حيث تسعى طهران إلى نشر الفوضى وتعزيز التطرف في اليمن والمنطقة بشكل عام.

وأوضح أن هذا التعاون يخلق بيئة خصبة للتطرف والعنف، ويجعل اليمن منطلق لتنفيذ أنشطة إرهابية، مما يزعزع امن واستقرار المنطقة، ويهدد الامن والسلم الدولي.

وفي تقييمه للموقف الدولي تجاه مليشيا الحوثي، أكد الإرياني أن هناك “إهمالاً” من المجتمع الدولي تجاه تهديد الحوثيين على مدى السنوات الماضية، خاصة مع قرار الإدارة الأمريكية السابقة بإلغاء تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية.

وأضاف: أن هذا القرار قد أسهم في تفاقم الوضع، حيث تمدد الحوثيين وزاد خطرهم على اليمن والمنطقة، وعقد جهود مواجهتها، مشدداً على ضرورة التصدي لهذه الجماعة قبل أن تصبح تهديدا غير قابل للسيطرة على المدى الطويل.

وتناول الوزير الأثر الكبير الذي أحدثته هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، مشيرا إلى أن هذه الهجمات تسببت في زيادة تكاليف التأمين البحري، مما أثر على تكاليف الشحن بشكل عام، بما في ذلك شحنات المساعدات الإنسانية، وعرقل التدفق الحر للسلع التجارية، وأثر على الأمن الغذائي العالمي.

وفي السياق ذاته، لفت الوزير إلى أن هجمات الحوثيين على موانئ النفط أدت إلى تدهور اقتصادي كبير في اليمن، حيث توقفت صادرات النفط التي كانت تشكل 80% من إيرادات الحكومة اليمنية، مما أثر سلبا على قدرتها على الوفاء بالتزاماتها وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.

وأشاد وزير الاعلام بالدور الإيجابي الكبير الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دعم اليمن والحكومة الشرعية، وأوضح أن الدعم السعودي كان حاسما في الحفاظ على استمرار الحكومة في أداء مهامها عندما تعرضت إيراداتها النفطية إلى تدهور كبير بسبب هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية والموانئ.

وأكد الوزير الإرياني على ضرورة تجفيف منابع تمويل الحوثيين من خلال فرض حظر مالي عليهم، تماما كما يتم مع الجماعات الإرهابية الأخرى، وأشار إلى أن هذا الحظر يجب أن يشمل فرض آليات تفتيش مشددة على السفن المتجهة إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، لمنع وصول أي إمدادات غير قانونية.

وحذر الوزير الإرياني من أن الحوثيين يشكلون تهديدا وجوديا لليمن، قائلاً: “إنهم كالسرطان في مرحلته الرابعة، وإذا لم يتم القضاء عليهم، فإنهم سينتشرون في كامل الجسد اليمني، وسينتهي اليمن كما نعرفه”، وأكد على ضرورة تفعيل قرار تصنيفهم كمنظمة إرهابية بأسرع وقت ممكن، لمنعهم من استكمال خططهم في فرض سيطرتهم على كامل أراضي اليمن.

وتساءل الارياني: إذا كان الحوثيين يسيطرون حالياً على 20% فقط من اليمن، فكيف سيكون الوضع لو سيطروا على البلاد بأكملها، أو تمكنوا من إنشاء دولة على غرار كوريا الشمالية في المناطق التي يسيطرون عليها، وتهديد الممرات المائية الدولية الحيوية والتأثير على حرية الملاحة والتدفق الحر لصادرات النفط والسلع التجارية العالمية، وتعطيل أسواق النفط؟.

وأوضح الوزير أن 80% من الأراضي اليمنية قد تم تحريرها بدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وأن الحكومة بحاجة إلى دعم حقيقي لاستعادة بقية المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

موضحا أن الشعب اليمني في مختلف المناطق مستعد لمساعدة الحكومة في هذه الجهود، وأن هنالك تزايد في حالة السخط الشعبي، حيث سئم المواطنين من الحوثيين، وهم مستعدون للمساعدة في استعادة الدولة، بما في ذلك المسؤولون الحكوميون السابقون الذين أجبروا قسراً على العمل معهم، مؤكدا أن الوقت الآن مناسب، بالنظر إلى التطورات في سوريا ولبنان.

وأوضح الوزير أن مجلس القيادة الرئاسي، الذي يترأسه فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، يمثل جميع الأحزاب والمكونات السياسية في اليمن، وأكد أن اليمن تجاوزت بإعلان نقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة مرحلة الاشتباكات العسكرية في المناطق المحررة، وانتقلت الآن لمرحلة الشراكة والحوار والتفاعل السياسي، وحل اي خلافات عبر القنوات السياسية.

وأضاف الإرياني أن العملية الديمقراطية مستمرة في المناطق المحررة، ولن تكون هناك انتخابات حرة وتداول سلمي للسلطة، في ظل وجود الحوثيين.

واختتم الوزير كلمته بتوجيه الشكر لأعضاء معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى على استضافته في هذه الجلسة النقاشية، معبرا عن أهمية مثل هذه المناقشات في تعزيز فهم المجتمع الدولي لما يجري في اليمن، وما يمكن القيام به لدعمه في مواجهة التحديات التي يواجهها.

مقالات ذات صلة