اليمن

صحيفة أمريكية تحذر من تمدد الحوثي إلى خارج اليمن

المليشيات توسع تحالفاتها مع التنظيمات المتطرفة

يشهد اليمن تحولات خطيرة في خريطة الصراع، حيث لم تعد مليشيا الحوثي الإرهابية مجرد فصيل محلي يسعى للسيطرة داخل حدود البلاد، بل أصبحت لاعبًا إقليميًا ذا تأثير متزايد يمتد إلى خارج اليمن، مهددة التجارة العالمية والأمن الإقليمي.

فقد كشفت صحيفة واشنطن تايمز في تقرير لها أن المليشيات وسّعت تحالفاتها، ليس فقط مع إيران، ولكن أيضًا مع تنظيمات متطرفة أخرى، مما يزيد من تعقيد المشهد في المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحوثيين تمكنوا من السيطرة على موانئ استراتيجية وطرق تهريب حيوية، وهو ما أكده داني سيترينوفيتش، المسؤول السابق في استخبارات الدفاع الإسرائيلية، الذي أوضح أن هذه السيطرة توفر مصادر تمويل مستدامة للمليشيات عبر تهريب النفط والاتجار بالأسلحة والتجارة غير المشروعة.

وأضاف أن هذه الموارد المالية مكنتهم من تعزيز قدراتهم العسكرية وتوسيع نفوذهم إلى خارج اليمن، حيث نفذوا عمليات تهديد للملاحة الدولية في البحر الأحمر واستهدفوا مصالح إسرائيلية، مما يجعل المواجهة معهم أكثر تعقيدًا.

اقرأ ايضا: باحث صومالي يشخص العلاقة بين الحوثي وحركة الشباب الإرهابية

وتُظهر المعطيات التي نشرتها الصحيفة الأمريكية أن الحوثيين لا يترددون في استخدام وقف إطلاق النار والمفاوضات كأداة لكسب الوقت وتعزيز سلطتهم، بدلاً من تحقيق السلام.

ووفقًا للباحثة في معهد الشرق الأوسط، ندوى الدوسري، فإن مليشيا الحوثي الإرهابية أثبتت مرارًا قدرتها على التلاعب بعمليات السلام بهدف إطالة أمد الصراع، مشيرة إلى أنهم يستغلون فترات التهدئة لتعزيز تحالفاتهم العسكرية وتوسيع نفوذهم.

وفي تطور آخر، كشفت واشنطن تايمز نقلًا عن تقرير للأمم المتحدة أن الحوثيين أقاموا تعاونًا متزايدًا مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، حيث اتفق الطرفان على وضع خلافاتهما الأيديولوجية جانبًا من أجل تقويض الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.

ويشمل هذا التعاون تبادل المعلومات الاستخباراتية، ونقل الأسلحة، وتنفيذ هجمات مشتركة ضد القوات الحكومية.

ووفقًا للتقرير، فإن هذا التحالف يخدم مصالح الطرفين، حيث يمنح القاعدة إمكانية الوصول إلى طرق التهريب والموارد، بينما يستفيد الحوثيون من إضعاف الحكومة اليمنية لتمكين سيطرتهم على البلاد.

اقرأ ايضا: تحالف الحوثي مع القاعدة سياسة إيرانية لإرهاب المنطقة

ولم يقتصر تمدد الحوثيين على الداخل اليمني، بل تجاوز ذلك إلى استقطاب مقاتلين أجانب، فقد أورد تقرير الأمم المتحدة، الذي نقلته الصحيفة، أن الجماعة قامت بتجنيد مرتزقة من مجتمعات المهاجرين الإثيوبيين، وخاصة من قبائل تيغراي وأورومو، برواتب شهرية تتراوح بين 80 و100 دولار.

ويعكس هذا الدعم البشري الإضافي استراتيجية الحوثيين في توسيع رقعة نفوذهم العسكري وإطالة أمد الصراع.

ومع تصاعد التهديدات، خلصت واشنطن تايمز إلى أن مواجهة الحوثيين تتطلب استراتيجية شاملة لا تقتصر على توجيه الضربات للبنية التحتية، بل تشمل استهداف مصادر تصنيع الأسلحة، وقطع طرق الإمداد الإيرانية، إضافة إلى استهداف قيادات المليشيات لتعطيل تماسكها الداخلي.

وبدون هذه الخطوات، ستظل المليشيات الحوثية قادرة على إعادة بناء قدراتها والاستمرار في تهديد أمن المنطقة والعالم.

مقالات ذات صلة