اليمن

رؤية أمريكية جديدة لمواجهة الحوثيين وكبح النفوذ الإيراني في اليمن

دعم الحكومة اليمنية وتعزيز قدراتها العسكرية

اقترح محللون أمريكيون استراتيجية جديدة أكثر فعالية لدعم القوات الحكومية اليمنية وتعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية والحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.

وأكد تقرير صادر عن منتدى “الشرق الأوسط”، وهو مؤسسة بحثية أمريكية، أن استمرار سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة في اليمن بعد أكثر من عقد من القتال يشير إلى فشل الاستراتيجيات السابقة للولايات المتحدة، ما يستدعي تغيير النهج الحالي لضمان هزيمة المليشيات المدعومة من طهران.

وأشار إلى أن شطب الحوثيين من قائمة الإرهاب واتباع الدبلوماسية كخيار أساسي لم يحقق النتائج المرجوة، بل أدى إلى تشجيع المليشيات على تصعيد عملياتها العسكرية.

وقال إن الوساطة العمانية لم تنجح في إحداث أي تغيير فعلي على الأرض، في حين لم تقدم عمليات البحرية الأمريكية سوى استعراض عسكري لم يؤثر على مجريات الصراع بشكل حاسم.

اقرأ ايضا: أمريكا تنشر نظام تحليلي متقدم في البحر الأحمر لمواجهة تهديدات الحوثيين

ويرى التقرير أن الحل يكمن في تعزيز قدرات الجيش اليمني ليصبح قادراً على مواجهة الحوثيين بشكل مستقل، دون الاعتماد الكلي على التدخلات الغربية، ويشمل ذلك تزويد القوات اليمنية بأسلحة نوعية ومنظومات دفاعية متقدمة لمواجهة التكتيكات غير التقليدية التي يتبعها الحوثيون، مثل الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة والعمليات البحرية المفخخة.

وفي المرحلة الأولى من الاستراتيجية، التي تمتد لستة أشهر، ينبغي التركيز على تعزيز أنظمة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، إضافة إلى تطوير وسائل الدفاع ضد الطائرات المسيرة.

ويتطلب ذلك وفقا للتقرير استخدام طائرات مسيرة من طراز MQ-9 Reaper لجمع المعلومات وتنفيذ ضربات دقيقة ضد مواقع إطلاق الصواريخ الحوثية، فضلاً عن أنظمة الحرب الإلكترونية لتعطيل الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة، وزوارق هجومية سريعة لمواجهة التهديدات البحرية في البحر الأحمر.

ومع استمرار التنفيذ على مدى عام، يمكن لليمن تعزيز قدراته الهجومية وتطوير وسائل إزالة الألغام البحرية، ما يستدعي الاستثمار في صناعة الطائرات المسيرة محلياً من خلال التعاون مع شركات دفاعية مثل مجموعة EDGE الإماراتية وشركة SAMI السعودية.

كما ينبغي تزويد القوات اليمنية بمنظومات HIMARS الصاروخية لضرب مواقع الحوثيين قبل استهدافها للملاحة الدولية، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى لحماية القوات البرية.

أما على المدى الطويل، وبعد مرور 18 شهراً من تطبيق الاستراتيجية، يجب أن تعمل القوات اليمنية على دمج أنظمة الدفاع الجوي والهجومي المتقدمة، ويشمل ذلك استخدام منظومات NASAMS أو باتريوت PAC-3 لاعتراض الصواريخ الباليستية، وصواريخ مضادة للسفن لضرب الأهداف البحرية الحوثية، إلى جانب تعزيز قدرات سلاح الجو من خلال طلعات مشتركة مع شركاء الأمن الدوليين.

كما يشدد التقرير على ضرورة تطوير قدرات العمليات الخاصة والحرب السيبرانية لتعطيل الشبكات العسكرية الحوثية.

ويمكن أن تشمل هذه الجهود تنفيذ عمليات بحرية لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية، واستخدام تقنيات الحرب الإلكترونية لتعطيل أنظمة توجيه الصواريخ والطائرات المسيرة.

ورغم التحديات التي تواجه بناء قوة يمنية قادرة على مواجهة المليشيات الحوثية، يؤكد التقرير أن التجارب السابقة أثبتت أن الحلول الدبلوماسية وحدها غير كافية، كما يتطلب نجاح هذه الاستراتيجية تعاوناً وثيقاً بين الولايات المتحدة وشركائها الخليجيين وشركات الدفاع الأوروبية، مع ضمان فرض رقابة صارمة لمنع وقوع الأسلحة المتقدمة في الأيدي الخطأ، مثل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

ويحذر التقرير من أن إيران قد تلجأ إلى تصعيد ردها عبر تعزيز تسليح الحوثيين بصواريخ وطائرات مسيرة أكثر تطوراً، ما يستدعي استعداداً أمريكياً لمواجهة أي تهديد محتمل.

ولفت إلى أنه يمكن للولايات المتحدة الضغط على سلطنة عمان لمنع استخدامها كقناة دعم للحوثيين، إضافة إلى تكثيف الدوريات البحرية في خليج عدن لوقف عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية.

وفي الختام، يؤكد منتدى “الشرق الأوسط” أن إنهاء التهديد الحوثي وتأمين البحر الأحمر يتطلب خطوات عملية وحاسمة، وليس مجرد استرضاء سياسي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تتحرك بجدية إذا كانت ترغب في استعادة الردع وفرض الاستقرار في المنطقة.

مقالات ذات صلة