عُمان والعلاقة المشبوهة.. تقرير أمريكي يكشف دور “المزيونة” في تهريب الأسلحة إلى الحوثيين

في سياق التحذيرات المتكررة من العلاقة المشبوهة بين سلطنة عمان ومليشيا الحوثي الإرهابية، كشف تقرير أمريكي عن المنطقة العمانية التي يتم استخدامها كنقطة انطلاق لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن.
وأكد التقرير الأمريكي الذي أعده الباحث في منتدى الشرق الأوسط مايكل روبين وترجمه إلى العربية موقع “تهامة24″، أن منطقة المزيونة وهي منطقة صناعية تمتد على جانبي الحدود بين عمان واليمن، تستغل لنقل الأسلحة الإيرانية إلى المليشيات الحوثية التي تهدد الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك مركز النفط اليمني قرب مأرب.
وأشار التقرير الأمريكي إلى أن هذا الكشف يأتي في وقت تواجه فيه “جبهات المحور الإيراني تراجعًا ملحوظًا، حيث أضعفت الضربات الإسرائيلية حزب الله في لبنان، وأطاحت هيئة تحرير الشام، المدعومة من تركيا، بالرئيس السوري بشار الأسد.
كما لفت التقرير إلى أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني نجح في كبح جماح الميليشيات المدعومة من إيران، مثل فيلق بدر وعصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي، مانعًا إياها من جر البلاد إلى صراع إيران وإسرائيل.
ومع ذلك، أوضح التقرير أن الحوثيين يستمرون في تلقي الدعم العسكري الإيراني عبر ثلاث قنوات رئيسية وهي: مطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة والموانئ الصغيرة المجاورة، والطرق الصحراوية النائية عبر سلطنة عمان.
وأكد التقرير أن تتبع الشحنات الجوية إلى مطار صنعاء ممكن، لكنه ليس المصدر الرئيسي للأسلحة بسبب صعوبة إخفاء العمليات الجوية وتراجع قدرة حزب الله على الاستفادة من مطار بيروت بعد الضربات الأخيرة.
وأضاف التقرير الأمريكي أن ميناء الحديدة يمثل مشكلة أكبر، حيث أخفقت اتفاقية ستوكهولم لعام 2018 في فرض رقابة حقيقية، مكتفية بنظام تفتيش يعتمد على الالتزام الطوعي.
وأشار التقرير إلى أنه بدلاً من استعادة السيطرة على الميناء، سمحت الأمم المتحدة للحوثيين بتعزيز وجودهم عبر صفقة مشابهة لتلك التي اعتمدها حزب الله في مطار بيروت، حيث يتخفون بزي العمال المدنيين لتسهيل تهريب الأسلحة وغسل الأموال.
وركز التقرير بشكل خاص على الدور المتزايد لسلطنة عمان كمسار رئيسي لنقل الأسلحة إلى الحوثيين.
وأوضح أن مسقط استغلت دورها كوسيط في المفاوضات مع الحوثيين، وهو دور طالما أشادت به الإدارات الأمريكية والأمم المتحدة، لدعم المليشيات بشكل غير مباشر.
اقرأ ايضا: محطة استخبارات حوثية في مسقط.. كيف تحولت عمان إلى مركز دعم للمليشيات؟
ويرى التقرير الأمريكي أن هذا الدعم لا ينبع من تعاطف مع إيران بقدر ما يعكس عداءً تاريخيًا تجاه جنوب اليمن.. موضحاً أنه بعد انسحاب بريطانيا من عدن، سيطر الشيوعيون على الجنوب وأسسوا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي دعمت لاحقًا ثورة ظفار الشيوعية ضد عمان.
وعلى الرغم من هزيمة تلك الثورة بمساعدة إيران في عهد الشاه، أكد التقرير أن مخاوف مسقط ظلت قائمة، خاصة مع نجاح المجلس الانتقالي الجنوبي في تحويل جنوب اليمن إلى منطقة مزدهرة، مما يثير قلق عمان من احتمال انفصال الجنوب في حال انتصرت الحكومة الشرعية على الحوثيين.
وفي هذا السياق، أبرز التقرير الأمريكي دور منطقة “المزيونة” كحلقة وصل حيوية في عمليات التهريب.
واستند التقرير الأمريكي إلى تحليل الخبير فرناندو كارفاخال، الذي عمل في اليمن لنحو عقدين وعمل كخبير في لجنة خبراء مجلس الأمن الدولي، حيث أشار إلى أن هذه المنطقة الصناعية تُدار بطريقة تسهل نقل الأسلحة عبر الحدود إلى الحوثيين.
ودعا التقرير الأمريكي الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى محاسبة عمان على هذه الأنشطة، مع اقتراح مراقبة مكثفة لمنطقة المزيونة باستخدام الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة، واستهداف أي تحركات مشبوهة على الجانب اليمني من الحدود دون التعدي على الأراضي العمانية.
وخلص التقرير الأمريكي إلى أن الحل الفعال لوقف تدفق الأسلحة يكمن في قطع مصادر الإمداد بالكامل، وليس الاكتفاء بردود فعل جزئية كما يحدث حاليًا في البحر الأحمر.