اليمن

خبراء: الضربات الأمريكية ضد الحوثيين تختلف عن سابقاتها وتظهر تحولا في الاستراتيجية الأمريكية

تهامة 24 – ترجمة خاصة

يتفق الخبراء والمحللون على أن الضربات الأمريكية الأخيرة على الحوثيين في اليمن تتميز باختلاف واضح عن العمليات السابقة، سواء من حيث نطاقها أو طبيعة التنفيذ، مما يشير إلى تحول في الاستراتيجية الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب.

فقد لاحظ المراقبون أن هذه الهجمات لم تقتصر على المنشآت العسكرية وخطوط الإمداد كما في السابق، بل امتدت لتشمل استهداف قادة الحوثيين بشكل مباشر، في خطوة تعكس نهجاً أكثر تصعيداً مقارنة بسياسات الإدارة الأمريكية السابقة تحت قيادة جو بايدن.

ويبدو أن هذا التغيير ينسجم مع قرارات إدارة ترامب بتخفيف القيود على العمليات العسكرية خارج مناطق النزاع التقليدية، وفق ما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” مطلع مارس الجاري.

وتتمحور الأهداف وراء هذه الضربات، حسبما نقلت “وول ستريت جورنال” عن مصادر أمريكية، حول ثلاثة محاور رئيسية: تدمير منصات صواريخ كانت تُجهز لمهاجمة السفن بالقرب من الساحل، وضرب قادة الحوثيين المختبئين، وتوجيه رسالة تحذيرية لإيران بأنها قد تكون الهدف التالي.

اقرأ ايضا: ترامب مهددا الحوثيين: انتهى وقتكم وسيمطر عليكم الجحيم

ويرى محللون أن العمليات تتجاوز الشأن الحوثي الداخلي لتتصل بالتعقيدات الإقليمية، حيث تسعى واشنطن وحليفتها إسرائيل إلى الحد من نفوذ طهران وأذرعها في المنطقة.

كما يعتقد البعض أن هذه الضربات تهدف بالأساس إلى الضغط على إيران لدفعها نحو مفاوضات بشأن برنامجها النووي، في ظل تصاعد التوترات بينها وبين الولايات المتحدة.

في هذا السياق، أعلن الرئيس ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” عن تنفيذ عملية عسكرية “قوية وحاسمة” ضد الحوثيين، مؤكداً عزمه على استخدام “القوة المميتة الساحقة” لتحقيق الأهداف الأمريكية، وموجهاً تحذيراً للحوثيين بالتوقف عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر بدءاً من 15 مارس 2025.

كما دعا إيران إلى وقف دعمها لهم، مهدداً بمحاسبتها إذا استمرت في تهديد الولايات المتحدة أو الممرات البحرية العالمية.

وردت طهران عبر وزير خارجيتها عباس عراقجي، الذي رفض تدخل واشنطن في سياسات بلاده، بينما توعد قائد الحرس الثوري حسين سلامي بالرد على أي هجوم يستهدف إيران.

وبدأت الغارات مساء السبت 15 مارس 2025، حيث استهدفت العاصمة صنعاء ومدن صعدة والبيضاء في هجوم وصفه الكثيرون بأنه الأعنف منذ تولي ترامب السلطة في يناير من العام نفسه، واستمرت حتى فجر الأحد 16 مارس.

وأفادت وسائل إعلام موالية للحوثيين أن الولايات المتحدة نفذت 40 ضربة جوية، أسفرت عن مقتل 32 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين وفق حصيلة أولية، بينما أكدت واشنطن أن الهجمات ركزت على أهداف عسكرية.

وكشف مسؤول أمريكي، طلب عدم ذكر اسمه، أن هذه العمليات قد تستمر لأسابيع، فيما أشارت تقارير إلى استهداف مناطق سكنية يقطنها قادة حوثيون.

وتعد هذه الضربات الأولى من نوعها على اليمن منذ تولي ترامب منصبه، وجاءت بعد تهديدات الحوثيين باستئناف هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

مقالات ذات صلة