اليمن

التقاء الأذرع الإيرانية.. ما أهداف زيارة الحشد الشعبي للحوثيين؟

في سياق تحركات الأذرع الإيرانية لترتيب صفوفها في المنطقة، استقبلت مليشيا الحوثي الإرهابية وفد من الحشد الشعبي العراقي، وهو حدث أثار جدلاً واسعاً وفتح الباب أمام تساؤلات حول دلالاته وأهدافه.

جاء هذا اللقاء في وقت يعاني فيه ما يعرف بـ”محور المقاومة” من انتكاسات كبيرة، خاصة بعد تراجع دور حزب الله إقليمياً إثر مواجهات مع إسرائيل أدت إلى مقتل زعيمه حسن نصر الله وعدد من قادته، وانتهت بقبول وقف إطلاق النار أواخر العام الماضي.

ويرى مراقبون أن إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين والحشد الشعبي، تسعى من خلال مثل هذه الزيارات إلى تعزيز التنسيق بين حلفائها لمواجهة الضغوط المتزايدة، لا سيما مع استمرار العمليات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن.

وقد برز اسم عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، كشخصية بارزة في هذا اللقاء الذي عقد تحت عنوان “مؤتمر فلسطين الثالث”.

وينظر إلى وجوده، بما يحمله من تاريخ سياسي مرتبط بتشكيل الحشد الشعبي وعلاقات وثيقة مع طهران، على أنه محاولة لدعم الحوثيين وكسر عزلتهم الدبلوماسية.

في هذا السياق، أشار عبدالقادر الخلي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة تعز، في حديث لـ”العين الإخبارية”، إلى أن إيران وحلفاءها يستخدمون القضية الفلسطينية كواجهة لتعزيز شرعية حلفائهم وتغطية مشاورات أعمق تتعلق بالتنسيق العسكري والسياسي.

وأضاف أن العلاقة بين الحوثيين والحشد الشعبي تقوم على أسس أيديولوجية وسياسية مشتركة، إلى جانب تبادل الخبرات في مجالات الحرب غير النظامية مثل استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ.

واعتبر أن زيارة شخصية مثل عبد المهدي قد تحمل رسائل سياسية أو تهدف إلى تعزيز التعاون الميداني بين الفصائل الموالية لإيران.

من جانبها، عبرت الحكومة اليمنية عن قلقها إزاء هذا اللقاء، واصفة إياه بأنه تصعيد خطير يعكس نوايا إيران في تحويل اليمن إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.

وحذر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، من أن استغلال قضية فلسطين يهدف إلى تعزيز التنسيق بين وكلاء طهران، ودعا إلى اتخاذ خطوات صارمة لمنع تحول اليمن إلى قاعدة عسكرية إيرانية، من خلال حظر سفر قادة الحوثيين ومنع دخول عناصر من الحشد الشعبي وخبراء إيرانيين ولبنانيين.

يُضاف إلى ذلك أن الحشد الشعبي، الذي نقل بعض أنشطته إلى اليمن مؤخراً، يبدو أنه يسعى إلى تعزيز حضوره في ظل غياب قادة الصف الأول لدى الحوثيين.

ويعتقد المراقبون أن هذا التقارب قد يكون جزءاً من استراتيجية إيرانية أوسع لدعم حلفائها عسكرياً وسياسياً، في مواجهة التحديات التي تواجه “وحدة الساحات” التابعة لمحورها في المنطقة.

مقالات ذات صلة