خارقة للتحصينات.. قاذفات أمريكية متطورة توجه رسالة تهديد لإيران والحوثيين

أفادت صحيفة أمريكية يوم الخميس، بأن الولايات المتحدة أرسلت رسالة تحذيرية واضحة إلى إيران ومليشيا الحوثي في اليمن من خلال نشر قاذفاتها الثقيلة المتطورة في قاعدة عسكرية تقع في المحيط الهندي.
ووفقًا للتقرير الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود واشنطن لتعزيز قدراتها العسكرية في المنطقة، بهدف ردع أي تصعيد محتمل من جانب الحوثيين أو الإيرانيين، خاصة مع استمرار الهجمات على الملاحة في البحر الأحمر وعلى إسرائيل.
وتتميز الطائرة “بي-2 سبيريت”، التي وصلت هذا الأسبوع إلى قاعدة “دييغو غارسيا” قادمة من ميسوري، بقدرتها على الإفلات من الرصد الراداري، وهي مجهزة لنقل قنابل خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل، مما يجعلها سلاحًا فعالًا لضرب الملاجئ الجوفية التي يستخدمها الحوثيون وإيران.
وأكد متحدث باسم القيادة الاستراتيجية الأمريكية أن هذا النشر يعكس التزام البنتاغون بالتصدي للتهديدات الاستراتيجية الموجهة ضد الولايات المتحدة وحلفائها، مشيرًا إلى أن هذه القاذفات قادرة على تنفيذ مهام بعيدة المدى بفضل نطاقها البالغ 6900 ميل مع التزود بالوقود.
في سياق متصل، أشار مسؤولون أمريكيون سابقون إلى أن وجود هذه الطائرات في موقع يبعد 2500 ميل عن مواقع الحوثيين و3300 ميل عن إيران يمثل رسالة واضحة لكلا الطرفين.
ونقلت الصحيفة عن ويليام ويشلر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي، أن هذه الخطوة لا يمكن لإيران أن تتجاهلها.
من جانبه، لفت جون هانا، مستشار الأمن القومي السابق، إلى أن تركيز القوة النارية الأمريكية بهذا الشكل يهدف إلى دفع الحوثيين للتراجع، محذرًا من أن استمرار هجماتهم قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
على صعيد آخر، يأتي هذا التحرك بالتزامن مع تصاعد العمليات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين، حيث أمر الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا بتنفيذ غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع المليشيات وقياداتها خلال الأسبوعين الماضيين.
ورغم أن هذه الضربات فاقت في حدتها تلك التي شهدتها إدارة بايدن، إلا أنها لم تنجح بعد في وقف الهجمات الصاروخية شبه اليومية التي يشنها الحوثيون على الملاحة البحرية.
وأضاف التقرير أن ترامب وجه تحذيرات صارمة لإيران، مؤكدًا أنها ستتحمل تبعات أي تصعيد، بما في ذلك احتمال مواجهة عسكرية إذا تقدمت في برنامجها النووي.
كما أرسلت الولايات المتحدة مجموعة حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، مما يعزز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة ويوفر قدرات إضافية لمواجهة التهديدات.
وأكد ترامب أن الضربات ضد الحوثيين ستتزايد حتى “القضاء عليهم تمامًا” إذا لزم الأمر، وفي هذا الإطار، أظهرت صور أقمار صناعية، حللتها شركة “Planet Labs”، أن طائرات شحن من طراز “C-17A Globemaster III” رافقت القاذفات لتوفير الدعم اللوجستي والذخائر اللازمة لعمليات القصف.
تاريخيًا، تعد “بي-2” القاذفة الشبحية الاستراتيجية الوحيدة في الترسانة الأمريكية، وقد استخدمت في عمليات محدودة منذ دخولها الخدمة قبل ثلاثة عقود. فقد شاركت في حرب كوسوفو، حيث دمرت ثلث الأهداف في المراحل الأولى، كما قادت الرد الأمريكي على هجمات 11 سبتمبر بضرب مواقع طالبان في أفغانستان.
وفي أكتوبر الماضي، استخدمتها إدارة بايدن لمهاجمة أهداف حوثية، مما يبرز دورها المستمر في الصراعات الحديثة.