اليمن أرض ملغومة بالموت.. منظمة حقوقية تدعو للضغط على الحوثيين للكشف عن خرائط الألغام
بالتزامن مع اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، أكدت منظمة حقوقية أن مليشيا الحوثي الإرهابية حولت اليمن إلى ساحة للموت المزروع وواحدة من أكثر الدول تلوثًا بالألغام على مستوى العالم، مما أدى إلى إزهاق آلاف الأرواح البريئة، بينهم 35% من الأطفال.
وأوضحت منظمة “ميون” لحقوق الإنسان في بيان لها أن مليشيا الحوثي الإرهابية تعمدت زراعة الألغام كجزء من استراتيجيتها العسكرية، حيث لم تقتصر على جبهات القتال، بل امتدت إلى المناطق السكنية ذات الكثافة السكانية العالية.
كما كشفت المنظمة عن استخدام المليشيات لألغام مموهة على هيئة لعب أطفال وأدوات منزلية، مما زاد من صعوبة اكتشافها وتفاقم الخطر على المدنيين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقيتا جنيف واتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد.
وطالبت المنظمة في بيانها المجتمع الدولي بالضغط على مليشيا الحوثي لتسليم خرائط زراعة الألغام والكشف عن مواقعها، إلى جانب التوقف الفوري عن تصنيعها.
كما دعت إلى إعادة تمويل برامج نزع الألغام والتوعية بمخاطرها، خاصة في ظل توقف معظم المشاريع المخصصة لهذا الغرض، مما يعيق عودة النازحين إلى ديارهم الملوثة بالذخائر غير المنفجرة.
وأشار البيان إلى أن اليمن يشهد واحدة من أسوأ أزمات الألغام عالميًا، حيث سجلت محافظات مثل الحديدة وتعز والبيضاء وصعدة وحجة والضالع آلاف الضحايا بين قتلى وجرحى، غالبيتهم من المدنيين.
ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلها مشروع “مسام” لنزع الألغام، والذي نجح في تطهير أكثر من 65 مليون متر مربع من الأراضي حتى مارس 2025، إلا أن حجم الكارثة يتجاوز قدرة أي منظمة بمفردها.
كما حثت المنظمة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا على الإسراع بإعادة تشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة الألغام، مع ضرورة إشراك المجتمع المدني في الجهود الوطنية للتوعية بمخاطرها.
وجددت التأكيد على أن حماية المدنيين وبناء مستقبل آمن لهم مسؤولية جماعية، خاصة في ظل الشعار العالمي لهذا العام: “من هنا يبدأ بناء المستقبل المأمون”.