اليمن

صحيفة أمريكية: واشنطن تستعد لحملة جوية طويلة ضد الحوثيين قد تمتد لستة أشهر

أفادت تقارير نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، استناداً إلى تصريحات مسؤولين أمريكيين، بأن الحملة العسكرية الجوية التي تستهدف مواقع تابعة لمليشيات الحوثي في اليمن قد تمتد لمدة تصل إلى ستة أشهر.

وأطلق وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث على هذه العمليات اسم “عملية الفارس الخشن”، في إشارة رمزية إلى القوات التي قادها ثيودور روزفلت خلال الحرب الإسبانية الأمريكية في كوبا.

ووفقاً لتقديرات مسؤولي البنتاغون، فإن الغارات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة خلال ثلاثة أسابيع استهلكت ذخائر تزيد قيمتها عن 200 مليون دولار، وهو رقم لا يشمل التكاليف الإضافية المرتبطة بتشغيل حاملتي طائرات، وقاذفات “بي-2″، وطائرات مقاتلة، فضلاً عن نشر أنظمة دفاع جوي في منطقة الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مصدر لم يُكشف عن هويته، إلى أن الإنفاق الإجمالي قد يتجاوز حاجز المليار دولار بحلول الأسبوع القادم، مما قد يدفع البنتاغون إلى التقدم بطلب للحصول على تمويل إضافي من الكونغرس.

في سياق متصل، كشف مسؤولون أمريكيون خلال نقاشات داخلية مغلقة أن الضربات لم تحقق سوى نتائج محدودة في تقليص القدرات العسكرية للحوثيين، لا سيما بسبب تخزين المليشيات معظم أسلحتها -من صواريخ وطائرات مسيرة ومنصات إطلاق- في مواقع تحت الأرضية يصعب استهدافها.

وأوضح ثلاثة من أعضاء الكونغرس، في تصريحات للصحيفة، أن مرونة مقاتلي الحوثي وقدرتهم على تعزيز مخابئهم أضعفت فعالية الهجمات الأمريكية، مما سمح للجماعة بمواصلة استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.

من جانب آخر، أثار الاعتماد الكبير على الذخائر المتطورة طويلة المدى قلق بعض المخططين العسكريين في البنتاغون، الذين يخشون من تأثير ذلك على مخزونات البحرية الأمريكية، خاصة في حال اضطرت الولايات المتحدة لمواجهة تهديدات أخرى، مثل محاولة صينية لاجتياح تايوان.

وفي الوقت نفسه، أبدى مسؤولون كبار آراء متضاربة حول النتائج؛ فبينما اعتبر البعض أن الضربات تجاوزت أهدافها الأولية بتعطيل الاتصالات بين قيادة الحوثيين، وألحقت الضربات ضرراً بهيكل القيادة والسيطرة لدى المليشيات، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤول كبير، الذي أكد أن العمليات قلصت من قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات مضادة فعالة، ممهدة الطريق لمراحل لاحقة من الحملة.

وفي تقييم رسمي، أكدت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، أن الضربات حققت نجاحاً ملموساً في القضاء على قادة بارزين في المليشيات لم يُحدد أسماؤهم، ودمرت منشآت كانت تُستخدم لتصنيع أسلحة متطورة.

وأضافت أن العمليات ساهمت في استعادة حركة الملاحة بأمان في البحر الأحمر.

وأكد مسؤولو إدارة الرئيس دونالد ترامب أن الهجمات الحالية تستهدف القضاء على قيادات عليا في الحوثيين، على عكس الضربات الأضيق نطاقاً في عهد إدارة بايدن، التي ركزت على البنية التحتية العسكرية فقط.

مقالات ذات صلة