مسلحون قبليون يسيطرون على نقطة حوثية ويحررون معتقلين في عمران
في حدث يُظهر تراجع هيبة الميليشيات الحوثية وتصاعد التحديات الأمنية في مناطق نفوذها، نجحت مجموعة مسلحة من أبناء محافظة الجوف في اقتحام نقطة تفتيش تابعة للميليشيات في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، حيث تمكنت من تحرير عدد من المتهمين بقضية قتل الشيخ نشوان حميد منيف، الذي اغتيل قبل أسابيع في إطار نزاع قبلي قديم.
ووفقاً لمصادر محلية، نفذ المسلحون العملية بسرعة ودقة، حيث حاصروا النقطة الأمنية وسيطروا عليها دون مواجهات تذكر، قبل أن ينسحبوا مع المحررين، تاركين خلفهم حالة من الارتباك في صفوف الميليشيات.
وعلى الفور، قامت تعزيزات حوثية بإغلاق المنطقة وبدء عمليات تفتيش مكثفة، في محاولة فاشلة حتى الآن لملاحقة المنفذين.
يُذكر أن مقتل الشيخ نشوان منيف، وهو شخصية قبيلة بارزة في مديرية حوث، أثار توتراً واسعاً بين القبائل، مما يعكس استمرار تأثير العرف القبلي رغم محاولات الميليشيات فرض هيمنتها.
كما يكشف الحادث الأخير عن هشاشة الوضع الأمني في المناطق التي تدعي الميليشيات السيطرة عليها، حيث فشلت في منع عملية عسكرية سريعة نفذها أفراد قبليون بسلاح خفيف.
ويُعتبر هذا التطور ضربة جديدة لسمعة الحوثيين الأمنية، خاصة في المناطق ذات التركيبة القبلية المعقدة، حيث تتعارض مصالح الميليشيا مع نفوذ العشائر.
كما يبرز الحدث مخاوف الميليشيات من تصاعد العمليات القبلية المستقلة، والتي قد تشجع على مزيد من التمرد ضد سلطتها، خاصة مع عجزها عن معالجة النزاعات المحلية أو تقديم ضمانات أمنية حقيقية.
من جهة أخرى، يؤكد المراقبون أن مثل هذه الأحداث تُظهر أن القبائل اليمنية ما تزال تحتفظ بقدر كبير من الاستقلالية والتنظيم، رغم كل محاولات إخضاعها، مما يضعف الرواية الحوثية عن “سيطرتها الكاملة” على المناطق الشمالية.
