اليمن

قراءة بين السطور لتصريحات الخارجية الإيرانية بشأن اليمن (تقرير)

تهامة 24 – تقرير خاص

تحدثت الخارجية الإيرانية أمس الثلاثاء عن موقفها من تشكيل حكومة في اليمن تشارك فيها كل الأطراف اليمنية حسب تعبيرها فيما توعد وزير الخارجية بتقديم احتجاج رسمي ضد السعودية بسبب ما أسماه تأخرها باتخاذ قرار السماح بنقل السفير الإيراني لدى الحوثيين، حسن إيرلو، إلى إيران لتلقي العلاج بعد إصابته بفيروس كورونا حد وصفه .

وقال الوزير حسين أمير عبداللهيان “التواصل مع اليمن مهم بالنسبة لنا، ونعتقد أنه يجب تشكيل حكومة بمشاركة جميع الأطراف اليمنية من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية لليمن وسيادته”،

وأضاف في تصريحات صحفية خلال تشييع إيرلو: ” بخصوص ما حدث للضابط إيرلو ، تابعنا لبضعة أيام الحصول على تصريح عبر دولة ثالثة لإرسال طائرة من إيران أو دولة أخرى لنقله فوراً إلى مستشفى مجهز تجهيزاً جيداً في إيران وزعم ان الجانب السعودي اتخذ قراره متأخراً وتلكات بعض الأجهزة التنفيذية السعودية في هذا المجال”، حسب قوله.

وأردف وزير الخارجية الإيراني قائلا: “سنعلن احتجاجنا رسمياً وفق المعاهدات والمواثيق الدولية ، وفي نفس الوقت نتمنى أن يتمكن اليمن من الخروج من هذه الحرب والحصار الإنساني القاسي عبر حل سياسي في أسرع وقت “، حسب تعبيره.

هذا التناقض في لهجة السياسة الإيرانية يعكس موقف النظام الإيراني برمته الذي يتحدث عن احلال السلام في اليمن في وقت يشحن الأسلحة في سفن شراعية إلى المليشيات الحوثية ويعمل على تهريبها إلى الداخل اليمني ويزعم وزير خارجيتها ان الضابط إيراو كان يسعى في التركيز على الحل السياسي في اليمن ليكون محورا للتطورات الدبلوماسية ، ويتمكن من هذا الطريق ان يسهم في إنهاء الحرب في اليمن وإعادة الاستقرار والأمن والسلام لهذا البلد”،في حين كان يقود العدوان البربري على مأرب .

هذا التزييف للحقائق من مسؤول إيراني كبير يعكس المراوغة الدبلوماسية التي تنتهجها طهران في المنطقة بتجميل وجه النظام الإيراني بالحديث عن السلام وفي الوقت نفسه تقوم بتسليح مليشياتها في المنطقة وخاصة اليمن وإرسال خبرائها إلى الحديدة لتفخيخ قوارب الصيد لتهديد الملاحة الدولية بشكل سافر يصل حد الوقاحة .

ومع مواصلة طهران مفاوضاتها النووية مع القوى الكبرى في فيينا تحاول إرسال إشارات إيجابية عنها في وسائل إعلامها وبواسطة موظفي الخارجية الإيرانية بينما تامر مليشياتها الحوثية بالحديث عن إنشاء مصانع لتطوير الصواريخ البالستية الإيرانية في اليمن على لسان بعض القيادات العسكرية الحوثية .

وتدرك قيادة التحالف العربي الداعم لليمن طبيعة النظام الإيراني المعتمد على المنظمات الإرهابية في المنطقة لتمرير مشاريعه التوسعية بخلق أمر واقع وسيطرة مليشيات الحوثي على مزيد من الأرض وتزييف وعي سكانها بالخزعبلات الكهنوتية حتى تزيد من وتيرة الإستيطان الطائفي الإيراني لليمن .

وعملت قيادة التحالف على تغيير الإستراتيجية العسكرية بالخروج من مصيدة اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة عبر اعادة تموضع القوات المشتركة المرابطة في الساحل الغربي، وفتح جبهات متقدمة باتجاه كل من تعز وإب لقطع خطوط الإمداد على المليشيات الحوثية جنوب محافظة الحديدة .

وبدأت تظهر معالم الاستراتيجية الجديدة للتحالف والتي تقف أمام استراتيجية طهران المراوغة بالدفع بقوات ضاربة من الساحل الغربي باتجاه محافظة شبوة لتحرير المديريات التي احتلتها مليشياتها في سبتمبر الماضي، لمحاصرة محافظة مأرب بغية اسقاطها بيد إيران التي أشرفت عليها بشكل مباشر من خلال ضباطها ودعمها اللامحدود.