اليمن

خبراء يمنيون عن ذكرى الإنقلاب الحوثي ” نكبة مكتملة الأركان”

وصف خبراء يمنيون الانقلاب الحوثي بأنه “نكبة مكتملة الأركان”، جلبت طيلة 8 أعوام الدمار والخراب والمآسي لكل بيت وأسرة في البلاد.

ويصادف اليوم 21 سبتمبر/أيلول، الذكرى الثامنة للانقلاب الحوثي في اليمن الذي وقع عام 2014، والذي قذف البلاد إلى أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وبات على شفا المجاعة، بحسب تقديرات أممية.

ويؤكد خبراء يمنيون تحدثوا لـ “العين الإخبارية”، أن مليشيات الحوثي حولت مؤسسات الدولة إلى”ملكية خاصة” لتمويل جبهات الحرب، واستغلت سيطرتها على مقاليد الحكم في التسبب بحالة انهيار متعمد للاقتصاد اليمني.

وقدم الباحث السياسي والصحفي اليمني معين الصيادي، صورة مصغرة لنكبة مليشيات الحوثي والتي وصفها بـ”النكبة المكتملة الأركان”، إثر مصادرة مؤسسات الدولة، وحرية الرأي العام للشارع اليمني، وإغلاق جميع القنوات الفضائية والصحف الخاصة.

وقال الصيادي في خديثه لـ”العين الإخبارية”، إن “مليشيات الحوثي أصبحت تتخاطب مع ذاتها بعيدا عن الرأي العام للمجتمع اليمني، وبدلا أن تناقش القضايا العامة، أصبحت تناقش قضية الجماعة عبر وسائلها الإعلامية لتسويق مشروعها الطائفي”.

وأضاف أن مليشيات الحوثي “أقصت جميع الموظفين وحرمتهم من حقوقهم ورواتبهم، وأقصت جميع القيادات العسكرية من المناصب العليا، وأزاحت جميع معارضيها من مسؤولي الوزارات ومدراء العموم، وأصبحت تستبدلهم بمن ينتمون لها”.

وأشار إلى أن المليشيات الانقلابية شردت أكثر من 5 ملايين نازح يمني، معظمهم سافروا إلى مصر، ونحو 2 مليون في مأرب، مضيفا أن “هناك عشرات الآلاف نزحوا من المناطق الحدودية بين إب والضالع إلى مناطق قعطبة وغيرها، وعشرات الآلاف نزحوا من الحديدة والبيضاء والعديد من المحافظات إلى عدن”.

ولم تتوقف آثار الانقلاب الحوثي عند الأمور السياسية، بل امتد تأثيرها إلى العملية التعليمية التي توقفت بشكل شبه تام بعد أن أجرت تغيرات على المناهج الدراسية بلغت أكثر من 400 تغير، تشمل طمس الهوية اليمنية وتكريس طابعها الثقافي والطائفي ومعتقداتها وأفكارها، بحسب الصيادي الذي يرى أن هذا هو أحد جوانب نكبة 21 سبتمبر/أيلول الحوثية.

وقال: “لا يوجد إنجاز واحد يحسب للحوثيين، إذ أن هناك أكثر من 500 ألف يمني بدون رواتب لأكثر من 5 أعوام رغم جني إيرادات بمليارات الدولارات من موانئ الحديدة، وشركات الاتصالات، وجبايات الغاز من جيوب المواطنين، والجبايات التي تفرضها قبل كل فعالية طائفية كـ”يوم الولاية” و”المولد النبوي”، و”الأمام زيد”، وغيرها”.

وأضاف أن :”مؤسسات الدولة أصبحت فردية، إضافة لمساعي المليشيات الحوثية في استحداث مؤسسات رديفة لكل مؤسسات الدولة تستخدمها للوصول إلى غايتها وتمرير أهدافها سواء في القضاء، أو التعليم، أو غيرها من مصالح الدولة”.

ودلل الخبير اليمني على ذلك بوقائع حدثت في صنعاء قبل أكثر من شهرين، شملت فرض مليشيات الحوثي على جميع المستأجرين من الدولة من المحلات القديمة جبايات تقدر بملايين الريالات، وفرضت عليهم دفع أموال تصل لنحو 20 مليون ريال يمني.

وأشار إلى واقعة “القصرة” في الحديدة قبل أيام، والتي صادرت خلالها مليشيات الحوثي الأرض ونهبت عشرات الآلاف من الأفدنة، بعد استخدامها للمؤسسات الرديفة للدولة في تجريف المؤسسات الرسمية.

وقال إن “الحوثيين ارتكبوا أبشع الجرائم لأول مرة في تاريخ اليمن، والتي تمثلت في اعتقال الآلاف، من بينهم النساء”.

وأضاف أنه “لأول مرة في تاريخ البلد يحدث أن تكتظ السجون بآلاف النساء، وكلهن في السجن بسبب تهم لفقتها لهن المليشيات”.

من جهتها، تطرقت الباحثة الاقتصادية اليمنية ميرفت عبد الواسع إلى الانهيار الاقتصادي المتزايد والمتعمد الذي أحدثته نكبة مليشيات الحوثي، منذ سيطرتها على مقاليد الدولة والحكم، بحسب المؤشرات الدولية.

وقالت ميرفت عبد الواسع في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، إن “هذه المليشيات لعبت دورا كبيرا في عملية انهيار الدولة ومؤسساتها، من خلال السيطرة عليها وتسريح ذوي الكفاءات من وظائفهم وإحلال عناصر موالية للجماعة”.

وأضافت أن مليشيات الحوثي عملت بشكل دائم على الاستيلاء على موارد الدولة وإرادتها لصالحها، ولصالح أيضا حربها التي تشنها على اليمنيين.

وتابعت قائلة “دائما ما يتم نهب هذه الأموال، والتي كان يفترض أن تذهب لصالح خدمة المواطن والاقتصاد والدولة، فلم تشهد اليمن خلال سيطرة المليشيات أي تنمية أو تطور، وإنما عادت بالوضع إلى نقطة الصفر”.

وشددت على أن مسألة الانهيار الاقتصادي كانت أحد النتائج الكارثية التي تمخضت عنها هذه الحرب.

وقالت: “يجب التأكيد أن مليشيات الحوثي شرعت باللعب بموارد الدولة ومؤسساتها، وعطلت الاقتصاد اليمني الذي كان هشا أصلا في بنيته، لتصل البلاد إلى مرحلة الكارثة والانهيار”.

وأضافت أن “تبعات الانقلاب الحوثي لم تنعكس على أسعار السلع أو تدهور الخدمات فحسب، وإنما ستكون الكارثة مستقبلا كتداعيات للسيطرة غير المحمودة للمليشيات على مقاليد السلطة”.

وأشارت إلى أن مليشيات الحوثي كانت سببا رئيسيا لهجرة رؤوس الأموال والاستثمارات من اليمن.

أما الناشط الاجتماعي اليمني جميل السلمي فقال إن “النكبة الحوثية أتت بكل شئ قبيح، وأثرت على المجتمع اليمني، اقتصاديا وعسكريا، وسياسيا، ولم يستفد من هذه النكبة غير الحوثي وأتباعه “.

وأضاف السلمي لـ”العين الإخبارية”، أن “هذه المليشيات من بعد نكبة 21 سبتمبر/أيلول 2014 جمعت أموالا طائلة، لكن الشعب اليمني يتضور جوعا، ويعيش نكبة بكل ما تعنية الكلمة اقتصاديا وعسكريا ومستوى دخله تحت الصفر.

وشبه الناشط اليمني ، مليشيات الحوثي بحزب الله الإرهابي، قائلا إن “الحوثي جلب المآسي والدمار ودمر البنية التحتية وأصبحت الدولة مثلها مثل لبنان، وهناك مشرف حوثي في كل مفصل من مفاصل الدولة، على غرار حزب الله الإرهابي”.

واعتبر أن “ما يفعله الحوثيون هو جزء من مخطط إيران بتصدير مخطط الفوضى للمنطقة”، مضيفا “ليس هناك أي انجازات تذكر حققها الحوثيون للشعب اليمني، فقط أثروا أنفسهم بأموال طائلة، ومنحوا الشعب المجاعة والأبئية.
بدوره، يصف المواطن اليمني أحمد عوض باشراحيل، ما فعلته المليشيات الإرهابية بقوله “لقد جلبت المليشيات الإرهابية المأساة لكل بيت، والانقلاب كان نكبة على الشعب كله”.

وقال باشراحيل لـ”العين الإخبارية” إن “مليشيات الحوثي جلبت الدمار للوطن كامل والمأساة لكل بيت، وأنا شخصيا، استشهد أحد إخوتي، وأصيب الآخر بسبب الحرب الحوثية”.

وأضاف “أصبح هذا حال كل الأسر اليمنية، وفي كل بيت شهيد أو جريح، ومأساة وأرامل وأيتام، وصراع مرير في الحياة وصراع الغلاء والبلاء، بينما يتربح الحوثيون من جيوب الشعب بطريقة تكشف أنهم مجرد عصابة ومافيا”.

وأشار إلى أن مليشيات الحوثي ضحت بشعب بأكمله، وهدمت الدين والدولة واستباحت حرمات دور العبادات، وحولتها إلى مجالس قات.. هذه حال بيوت الله فكيف ستكون مؤسسات الدولة؟”.

أما الموظف اليمني الذي نزح إلى عدن، محمد سعيد سلمان، فقال إن: “يوم 21 سبتمبر/أيلول 2014 غير مجرى الحياة السياسية في اليمن، وانتقلنا من زمن الاستقرار إلى زمن الحرب، التي ألقت بظلالها على مناحي الحياة في المجتمع اليمني”.

وأضاف سلمان لـ”العين الإخبارية” أن: “الواقع اليمني أصبح مشوها والمواطن تضرر، وحقيقة الحرب أنها جلبت الكثير من الدمار على المستوى الاقتصادي وحتى الشخصي بالنسبة للمواطن اليمني.

وتابع سلمان قائلا:”اختفت مؤسسات الدولة منذ فوضى الإخوان في 2011.. حينما سقط النظام سقطت مؤسسات الدولة، ولم يعد يوجد سواء أشباه مؤسسات، هدمت مليشيات الحوثي ما تبقى منها، وبالتالي من الضروري العمل على استعادتها”.