بعد الاستنزاف.. الإمارات تضع بوصلة الكهرباء في اليمن في الاتجاه الصحيح
قبل نحو عام ونيف من اللقاء التاريخي الذي شكا فيه دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك لسمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات الشقيقة من الاستنزاف المريع في مجال وقود الكهرباء والكهرياء المشتراة جاءت عبقرية سمو الشيخ محمد بن زايد بوضع البوصلة الحكومية في الطريق الصحيح وقفزت بقطاع الكهرباء نحو مستقبل الحداثة والابتعاد عن الوقود الاحفوري شيئا فشيئا.
حلول إماراتية عملية لكهرباء اليمن
فقد وضعت القيادة الرشيدة لدولة الامارات حلولا استراتيجية مستدامة، في قطاع الكهرباء باليمن وذلك بعد سنوات من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وعرقلته جهود التنمية في البلاد، فمن العاصمة المؤقتة عدن إلى حضرموت شرقا والمخا في تعز غربا، حضرت دولة الإمارات في تدخلاتها الحاسمة وبمشاريع حيوية في مجال الطاقة المتجددة لتوفر لليمن قرابة 100 مليون دولار شهريا كانت تستهلكها الكهرباء في عدن فقط.
ففي المخا بات المهندسون يضعون اللمسات الأخيرة لأول مشروع نوعي في الكهرباء على أمل أن تدخل الخدمة في شهر أغسطس المقبل فيما في عدن يجري العمل في مساحة مليون وخمسمائة متر لتشييد منظومة مماثلة للمدينة المصنفة عاصمة للبلاد والتي تعاني انقطاع متكرر للكهرباء خصوصا في ظل الصيف الساخن وتفوق محطة المخا بخمسة اضعاف أي بقدرة توليدية ستبلغ ذروتها ب 120 ميغاواط.
وأصبح افتتاح محطة المخا يقترب كثيرا ويسير مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لمدينة المخا بوتيرة عالية بمتابعة حثيثة من قبل نائب رئيس المجلس الرئاسي العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح لإنجازه خلال فترة زمنية محددة للشركة المنفذة.
وتحدث مصدر في كهرباء المخا لـ”العين الإخبارية”، إن مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لمدينة المخا دخل مراحله النهائية عقب وصول الأدوات اللازمة لتوليد الطاقة ومن المتوقع دخوله الخدمة في شهر أغسطس/ أب المقبل.
وأكد المصدر أن المشروع الاستراتيجي الذي يمول تشيده “صندوق أبو ظبي للتنمية” ودشن العمل فيه خلال مارس/ آذار الماضي تبلغ قدرته التوليدية، نحو 15 ميغاواط، ما يزيد عن حاجة المخا الاستهلاكية من الطاقة بنحو 5 ميغاواط.
ويراكم المشروع رصيد دولة الإمارات التنموي في مناطق الساحل الغربي خاصة وفي اليمن عامة، إذ من المقرر أن يحقق افتتاح كهرباء المخا المتجددة اكتفاءً ذاتياً في الطاقة الكهربائية لمدينة المخا، والتي تستهلك نحو 10 ميغاواط والذي يتمركز في موقع استراتيجي وذلك بالقرب من محطة المخا البخارية بناء على دراسة لربطه بالشبكة العامة والضغط العالي.
اقرأ ايضا: العميد طارق صالح: المرحلة الثانية من مشروع كهرباء المخا ستغطي مديريات الساحل الغربي
وكشف عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح أثناء تفقد مراحل انجاز المشروع عن أن المرحلة الثانية ستكون توليد الكهرباء بالرياح، وتغطي كامل مديريات الساحل الغربي ومدينة تعز وأريافها، مشيرًا إلى أن المشروع قيد الدراسة وبتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وسيعزز المشروع الجديد من قدرة المخا على استيعاب الطلب المتزايد على الطاقة، بعدما تحولت المديرية إلى مركز رئيسي لمديريات الساحل الغربي، وزاد فيها عدد السكان إلى نحو 3 أضعاف عما كانت عليها قبل تحريرها من مليشيات الحوثي عام 2017.
منافع الطاقة المتجددة للبيئة
من المخا إلى العاصمة المؤقتة عدن، حيث تعكف هناك فرق هندسية إماراتية لتشيد أكبر محطة طاقة شمسية في اليمن من شأنها أن تسهم في الحفاظ على البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
وذكرت مصادر في مؤسسة الكهرباء في عدن، إنه تم انجاز تسوية المساحة التي يقام عليها المشروع بالكامل وتسويرها وتهيئة الأرضية للبدء الفعلي في تركيب الألواح الشمسية.
وأضافت أنه يتم العمل في مشروع تركيب ألواح منظومة الطاقة الشمسية المقدَّم من دولة الإمارات العربية المتحدة، بقدرة (120 ميغا) للعاصمة عدن، بشكل مستمر، وبدون أي انقطاع، على مساحة مليون وخمسمائة متر.
واشارت إلى أن المشروع الذي تنفذه شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” سيعطي دفعة هائلة لقطاع الطاقة في العاصمة عدن، وسيخفض تكاليف التشغيل والحاجة إلى الوقود لتشغيل المحطات القائمة.
اقرأ ايضا: عضو الرئاسي المحرمي يكلف فريق للإطلاع على العمل بمشروع الطاقة الشمسية في عدن
كما ستعمل محطة الكهرباء المتجددة في عدن “على تقليل كُلفة توليد الكهرباء في ساعات النهار، وكذا الاحتياج للوقود الخاص بمحطات التوليد، كما سيسهم في الحفاظ على البيئة عبر التقليل من الانبعاثات الكربونية”،
ومؤخرا، كلف نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عبد الرحمن المحرمي، فريق للنزل إلى مشروع منظومة الطاقة الشمسية بالعاصمة عدن، والكائن في بئر أحمد وذلك ضمن متابعة مستمرة للمشاريع الخدمية في المحافظات المحررة، وخصوصًا في العاصمة عدن.
وتعد مشاريع الطاقة المتجددة أحد المشاريع الخيرية الاستراتيجية التي تقدِّمها دولة الإمارات العربية المتحدة والتي ساندت ودعمت اليمن في مختلف المجالات، وفي هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلاد من انقطاع متكرر للكهرباء في ظل حرب حوثية متعددة الأوجه منها الحرب الاقتصادية وحرب الخدمات ضد المناطق المحررة .