مصدر سياسي من صنعاء يكشف مضمون وأهداف المبادرة الحوثية في تعز
كشف مصدر سياسي رفيع من العاصمة المحتلة صنعاء، عن اهداف مليشيا الحوثي من طرح مبادرة لوقف العمليات العسكرية في محافظة تعز.
وقال المصدر لـ”العين الإخبارية” إن مضمون وأهداف المبادرة الحوثية يتمحور حول «تجزئة اتفاق الهدنة الأممية والمؤلفة من 3 شروط تزعم خلالها ضرورة إنهاء القتال ورفع المواقع ثم فتح الطرقات».
وأوضح المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، أن «مليشيات الحوثي وضعت آلية تنفيذية تستعد لتقديمها للمبعوث الأممي إلى اليمن والوسطاء المحليين لتنفيذ موقفها المعلن تحت مسمى مبادرة تعز”.
وأضاف إن آلية المبادرة، تقوم على «إدارة أمنية مشتركة للمعابر والطرقات ومناطق خطوط التماس بقيادة لجنة أمنية من مليشيات الحوثي والسلطة المعترف بها في مدينة تعز»، جنوبي اليمن.
وأوضح إن المليشيات الحوثية تسعى من خلال المبادرة المزعومة، «فصل ملف تعز عن اتفاق الهدنة السارية وعن اتفاق ستوكهولم الذي تضمن تفاهمات خاصة بتعز».
كما تسعى المليشيات إلى «وضع تعز خارج سياق الاتفاق العام وتحويلها إلى قضية صراع بين طرفين وليست قضية حصار جائر واعتداء من قبل طرف انقلابي على ملايين السكان المدنيين»، وفقا للمصدر السياسي.
اقرا ايضا: مليشيا الحوثي تعلن عن مبادرة لوقف القتال في تعز.. ما القصة؟
ويرى مراقبون أن مبادرة مليشيا الحوثي بشأن تعز تأتي «ضمن مخطط إيراني واسع النطاق يستهدف في نهاية المطاف إسقاط مشروعية مواجهة وإنهاء الانقلاب الحوثي من قبل قوات الحكومة الشرعية، كما حدث في الحديدة بموجب اتفاق ستوكهولم والذي استثمر لصالح شرعنة سيطرة الحوثي».
كما رأى محللون وسياسيون يمنيون في أحاديث منفصلة مع “العين الإخبارية”، أن “مبادرة تعز” التي أعادت مليشيات الحوثي إحياءها بزعم أنها مبادرة جديدة، تستهدف صرف أنظار اليمنيين عن أحداث غزة بعد أن تاجرت بقضية فلسطين وفشلت في تقديم أي دعم لحليفتها “حماس”.
وقال القيادي في حزب التنظيم الوحدوي الناصري باليمن، مجيب المقطري، إن «عودة مليشيات الحوثي لطرح مبادرة قديمة للسطح يستهدف إشغال الرأي العام بعد تهديداتها بالمشاركة في حرب غزة».
وأوضح المقطري في حديث لـ”العين الإخبارية”، أن «أحداث غزة فضحت الشعارات الجوفاء التي تطلقها مليشيات الحوثي كما أسقطت تهديداتها العابرة لتهرب إلى أكذوبة المبادرات الداخلية بزعم إنهاء الصراع في تعز».
وعن هدف مخطط الحوثي، أكد القيادي السياسي اليمني أن المليشيات «تسعى بالفعل إلى إسقاط مشروعية مواجهتها في الجبهات ومنها تعز الخاضعة لحصار مشدد وقاس منذ 9 أعوام».
من جهته، قال الناشط في حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن، رشاد الصوفي، إن «مليشيات الحوثي تستغل أحداث غزة من أجل تمرير مخططاتها داخليا على المستوى اليمني».
وأشار الصوفي في حديثه لـ”العين الإخبارية”، إلى أن “مليشيات الحوثي شاهدت المظاهرات العارمة التي وحدت اليمنيين بسبب أحداث غزة فخرجت لتعلن مبادرة جديدة ضمن مخطط لفصل تعز عن الملف اليمني ككل».
وعن أهداف المبادرة الحوثية، أكد أن المليشيات «تحاول مغازلة الإخوان في تعز ليكونوا حلفاء لها كما هو حال حماس في غزة بزعم إدارة مشتركة للمحافظة”، مشيرا إلى أن تنفيذ المبادرة مرهون بلعب الحوثي دورا إقليميا تخوضه المليشيات بالنيابة عن أذرع محور الممانعة.
في السياق ذاته، اعتبر الناشط في الحزب الاشتراكي اليمني حمزة مصطفى، أن الحوثي «يحاول خداع الرأي العام اليمني والدولي للهروب إلى مبادرات وهمية تدعي زورا إنهاء أزمة تعز في وقت لا تزال فيه المليشيات تفرض حصارا قاسيا عليها وتقصفها بالمدفعية والصواريخ والمسيرات».
ويقول مصطفى لـ”العين الإخبارية”، إن “حقيقة مبادرة تعز التي أطلقها المشاط هي هروب كاذب، حيث إن قادة الحوثي لا يسعون لتحييد تعز بل للسيطرة عليها وإخضاعها لمشروعهم الانقلابي المدمر”.
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي «تعتبر حصار تعز بمثابة ورقة للابتزاز حيث تطرحها من أجل تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، مقابل فتح الموانئ والمطارات الخاضعة لسيطرتها، والتحكم بالضرائب والجمارك والاتصالات».
ولفت إلى أن المشاط لا يكتفي بحصار تعز، بل يمنع وصول إمدادات طبية إلى المناطق المحاصرة في المدينة، مخالفا بذلك كل المواثيق والقوانين الإنسانية وهو ما أكدته بشكل متكرر منظمات حقوقية إنسانية واتهمت المليشيات بفرض حصار عسكري على مركز المحافظة منذ مارس/ آذار 2015.
وأكد الناشط السياسي أن “مبادرة المشاط” لتعز هي «مجرد خدعة لإضفاء شرعية على انقلاب الجماعة والتغطية على جرائمها، فهو لا يحترم إرادة الشعب ولا يسعى لإنهاء الحرب، بل لإشعالها، كما أنه لا يبحث عن حل سلمي، بل عن فرض الهيمنة».
وتعز هي العاصمة الثقافية وصاحبة أكبر كتلة سكانية باليمن، وتعد موطن أكبر القواعد الشعبية للأحزاب، وتتمتع بجغرافية استراتيجية مطلة على ممر باب المندب الدولي.
وتسيطر مليشيا الحوثي على 7 مديريات شرقا وشمالا وغربا في المحافظة، فيما تعد 16 مديرية بحكم المحررة وتخضع غالبيتها للإخوان.