اليمن

لماذا لا تتجرأ طهران على إغلاق مضيق هرمز بينما تضحي بالحوثيين لإغلاق باب المندب؟

تحاشت طهران مرارا إقدامها على فتح حرب المضايق بإغلاق مضيق هرمز الواقع جنوب الخليج العربي والمطل مباشرة على الأراضي الإيرانية هروبا من المواجهة المباشرة مع القوى الدولية، بينما تعمدت اجبار ميليشياتها الحوثية على إغلاق مضيق باب المندب رغم المخاطر المحدقة باليمن والمنطقة.

وقارن خبراء في السياسة الدولية بين مضيق “هرمز”، في الخليج العربي وبين مضيق باب المندب في البحر الاحمر من ناحية الأهمية العالمية وتأثير الإغلاق على التجارة العربية والدولية.

واكد الخبراء إن مضيق هرمز يعد أكثر أهمية بالنسبة للتجارة الدولية حيث يمر من خلال المضيق نحو 20.5 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمكثفات والمنتجات النفطية أي نحو 40% من الإنتاج العالمي من النفط ويحتل المضيق المرتبة الثانية عالميا للاقتصاد العالمي بعد مضيق ملقا وبعد هرمز يأتي اخيرا باب المندب في المرتبة الثالثة.

وأوضحوا  أن طهران لم تجازف بإغلاق مضيق هرمز حفاظا على كيانها وإشعال الحروب العسكرية بعيدا عن حدودها البرية والبحرية فاستخدمت الحوثيين مخلبا قذرا لتنفيذ سياسة استهداف السفن التجارية في مضيق باب المندب لتعطيل خطوط التجارة العالمية في البحر الأحمر عملا من طهران بالتضحية بميليشياتها من الحوثيين وتعريض غالبية السكان في المناطق الساحلية الغربية لخطر الاستهداف العسكري الغربي.

وأكدوا أن طهران التي يخضع اقتصادها لعقوبات أمريكية قاسية فإن معظم نفطها يتم تهريبه عبر مضيق هرمز إلى دول آسيا وليس بحاجة للمرور عبر باب المندب ذي الأهمية الحيوية والاقتصادية للدول الغربية وتكبدها مع دول الخليج خسائر إقتصادية ما يؤدي لعرقلة خطط التنمية الاقتصادية الطموحة فيها.

ولفت الخبراء أن “تأثيرات كبيرة مرتقبة على مستوى النفط والغاز إذ تستطيع المملكة العربية السعودية من مضاعفة تصديرها للنفط عبر خط أنابيب بترولاين، وهو بطول 1200 كم وسعة 5 ملايين برميل يوميّا، الذي ينقل النفط من شبكة حقول شرق المملكة إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر، وبعدها تحميل النفط الخام على ناقلات في رحلة من يوم إلى يومين إلى محطة العين السخنة في مصر ثم نقله عبر خط أنابيب سوميد المصري إلى ميناء سيدي كرير على البحر المتوسط.

تجدر الإشارة إلى أن مضيق هرمز يمرّ عبره نحو 80 مليون طن أي 20% من تدفقات الغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث تقوم السعودية بتصدير 88% من إنتاجها النفطي عبره، العراق 98%، الإمارات 99%، فيما مضيق باب المندب يمثل استراتيجية هامة إذ ترتبط نحو 90% من الدول العربية بالبحر الأحمر و 60% من التجارة التي تمر نحو أوروبا، بالإضافة إلى أنه يمثل القلب النابض لليمن، إذ تمر نحو 90% من المواد الغذائية من هناك فيما قيمة البضائع تقدر بمختلف أنواع المارة عبر المضيق بحوالي 700 مليار دولار سنويّا، ويجتازه سنويّا أكثر من 25 ألف سفينة بما يعادل حوالي 10% من التجارة العالمية”.