اليمن

الضالع.. ارتفاع أسعار الأضاحي الجنوني يحرم مئات الأسر النازحة والفقيرة من فرحة العيد بقعطبة

الضالع / تقرير علي عميران

في ظل تدهور سعر العملة الوطنية وارتفاع أسعار السلع، يشهد سوق المواشي والأغنام في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع هذا العام، أسعار جنونية ، وكسادا واضحا ، وتدني كبير في مستوى القيمة الشرائية للمواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود ، والفقراء المعوزين .

حيث قمنا بالنزول إلى سوق الماشية ، ورأينا المعاناة المرسومة على وجوه الكثيرين من رواد السوق ، من سكان المدينة والأسر النازحة ، ولاحظنا إقبال محدود على سوق الماشية ، الذي عكس بدوره مستوى التأثير الكبير للأزمة المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد ، منذ بدء الحرب بسبب الإنقلاب الحوثي و التي تجاوزت التسع سنوات، وتسببت بدورها بقطع الطرقات وعدم التعامل بالعملة الجديدة بمناطق سيطرة الميليشيات الحوثية التي يتم استيراد المواشي منها ، وسط غياب لدور المنظمات الدولية والإغاثية لحل الأزمة ،ورغم النداءات المتكررة التي تطلقها السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة ، إلا أنها لم تجد آذان صاغية ، ولم تلقى أيما استجابة من قبلهم ،، الأمر الذي جعل مئات الأسر النازحة والفقيرة بالمديرية عاجزة عن شراء أضحية العيد لأبنائها التي ينتظرونها على مدار العام !!.

أسعارالمواشي الخيالية جعلت من الحصول عليهابالنسبة للمواطن البسيط، شيء محال

وخلال نزولنا للسوق قمنا بمقابلة بعض تجار بيع المواشي ، يقول أحد تجار المواشي بقعطبة إن حركة البيع والشراء في السوق هذا العام ضعيفة للغاية ، بحيث انخفضت إلى مستوى النصف مقارنة بالعام الماضي ويؤكد ” شعبان ” أن إحجام المواطنين وعدم قدرتهم على شراء الأضاحي أثر وبشكل كبير على تجارته التي تعتمد على مواسم الأعياد ، والمناسبات ، حيث يحرص الأهالي على توفير أضحية العيد باعتبارها شعيرة دينية ، كما هي فرصة لإدخال اللحم في مائدة الأسرة ولو مرة واحدة في السنة !! إذ بلغت قيمة الثور المتوسط تتراوح بين 1200000 مليون ومائتين الف الى 1000000 مليون ريال للثور الواحد ، أما أسعار الماعز والظأن البلدي فتتراوح قيمة الواحدة منها ما بين250000 إلى 300000 ريال و رؤوس الأغنام المستوردة من أفريقيا والتي كانت في السابق أرخص بكثير وأسعارها بمتناول الجميع، أصبحت هذا العام بعيدة المنال، فالحد الأدنى للأسعار بلغ 200000 ألف ريال يمني لرأس الغنم الواحد وهي أسعار تفوق قدرة المواطن العادي , وتتجاوز طاقته الشرائية، بالنظر إلى مستوى الدخل، أو ما يتقاضاه الموظف من راتب شهري لا يتعدى الخمسين دولار .

ويزداد لهيب الأسعار كلما اقتربت أيام العيد ، حيث أغلب المواطنين أكدوا عجزهم عن توفير أضحية العيد بعد أن قصدوا السوق لهذا الغرض وتفاجأوا بالأسعار الباهظة والجنونية، للمواشي بما يفوق حدود طاقتهم وقدرتهم المالية !!.، فهي أسعارخيالية جعلت من الحصول عليها بالنسبة للمواطن البسيط ، شيء محال !!.

قطع الطرقات وجشع التجار سبب آخر لارتفاع اسعار المواشي

يعزو تجار الماشية ارتفاع أسعار الأضاحي إلى تدهور سعر صرف العملة الوطنية وعدم التعامل بالعملة الجديدة في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية وانقطاع الطرقات وعدم تمكن المزارعين في الأرياف المحافظات المجاورة ( إب – العود ) من الوصول إلى أسواق المديريةكما أن جشع التجار هو الآخر واحد من الأسباب الرئيسية لحرمان الكثير من العائلات والأسر من شراء أضاحي العيد، إذ يستغلون حاجة المواطنين ويجدون في الأعياد فرصة للإثراء السريع ، حيث أصبحت قعطبة والضالع شبه محاصرة، بعد أن قطعت المليشيات الحوثية الطرق الرئيسية التي تربط المحافظة ببقية المحافظات منذ ست سنوات وعلى رأسها طريق قعطبة صنعاء – وطريق قعطبة – إب، وقامت بزراعة الألغام والعبوات بجانب الطرقات واستهداف وقتل كل من يحاول المرور فيها ورفضت كل الجهود التي تسعي إلى فتحها لدواعي إنسانية هذا الحصار دفع بسائقي الناقلات الكبيرة إلى سلك طرق أخرى بعيدة، تكلف الكثير من الوقت والمال، وضاعفت أجور النقل ما دفع بالتجار إلى تعويض ذلك من ظهور المواطنين عبر مضاعفة أسعار المواشي وغيرها من السلع المختلفة.

آهات مستمرة ومعاناة لاتنتهي

النازح مختار عبده تحدث أن راتبه لم يعد يكفي لتوفير المتطلبات الضرورية لأسرته من المواد الغذائية، فكيف بتوفير الأضحية والملابس لأطفاله في ظل هذا الجنون المتصاعد في الأسعار ، وتدهور العملة الوطنية قائلا: ما الذي عساه أن يفعل؛ هذا الراتب؛ إذا ما علمنا أن راتب الجندي لا يتجاوز 60 ستون ألف ريال فقط، وكيف يمكن لرب أسرة مكونة من6 أفراد يسكنون في شقة بالإيجار، أن يتعامل مع راتب زهيد، وماذا عن بقية الاحتياجات الضرورية للأسره حيث أصبح العيد بنظرهم يوما عاديا مثله مثل بقية ايام السنة فيما الكثير يلجئون لبدائل وشراء الدجاج المثلج لادخال ولو قليل من الفرحة لاسرهم ، معاناة مستمرة يكابدها الكثير من الاسر النازحة لن تنتهي وسط غياب اي تسويات سياسية لانهاء الحرب الأمر الذي يحتاج معجزة إلهية من السماء تتدخل لإنقاذ المواطن والبلد من هذا الوضع الكارثي والمزري الذي وصلت اليه.

أضحية العيد بعيدة المنال ولمن استطاع إليها سبيلا

تسببت الأوضاع المادية الصعبة لمئات الأسر النازحة في قعطبة وكذلك الأسر الفقيرة من سكان وأهالي المدينة وعدم قدرة كثير من المواطنين على شراء أضحية العيد على اتجاههم نحو الدجاج لإدخال ولو بعض السرور إلى نفوس أطفالهم وأصبحت الأضحية في قعطبة لهذا العيد فقط لمن استطاع إليها سبيلا فيما شعار الغالبية العظمى العيد عيد العافية .

غياب دور المنظمات الانسانية رغم المناشدات المتكررة

رغم النداءات والمناشدات المستمرة التي تطلقها السلطة المحلية للمنظمات الدولية والإغاثية إلى أنها لم تجد أذان صاغية، ولم تلقى الاستجابة الكاملة من قبل المنظمات الدولية، والاغاثية الأمر الذي جعل المئات من الاسر عاجزه عن شراء اضحية العيد وأصبحت تكافح، من أجل توفير متطلباتها الأساسية حيث أطلق المئات من نازحي، وسكان مدينة قعطبة مناشدات للمنظمات الاغاثية ،ومركز الملك سلمان ،والهلال الأحمر الإماراتي والجمعيات الخيرية ورجال الخير بتقديم أضاحي العيد لهم لرسم ولو قليل من الفرحة على وجوه أطفالهم، وأسرهم حتى في مناسبة العيد ،

وتزداد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة من تفاقم معاناة المواطنين اليمنيين، تزامنا مع اقتراب عيد الأضحى، وأصبحت كابوس يورق حياتهم ويفسد عليهم فرحة العيد.