اليمن

محللون يكشفون عن اجندة إيرانية وراء تطاول الحوثي على المغرب

تهامة 24 – هسبريس

في استهداف جديد للمغرب وتدخل في شؤونه الداخلية ومواقفه السيادية، شن عبد الملك الحوثي، زعيم ميليشيا إيران الإرهابية في اليمن الخميس الماضي، هجوما على المواقف الرسمية المغربية من القضية الفلسطينية.

ووصف الحوثي خلال خطاب متلفز بثته قناة “المسيرة” التابعة للجماعة، المغرب بـ”العميل والخائن والمتواطئ مع العدو الإسرائيلي”، على حد تعبيره.

وقال زعيم ميليشيا الحوثي، إن “المغرب رفع من مستوى تعاونه الاقتصادي مع إسرائيل، وهذا شيء مؤسف جدا. لكن على المستوى الشعبي، هناك تحرك مستمر وينتشر في كافة المدن المغربية”، مسجلا أن “الفجوة كبيرة بين أبناء الأمة، وعلى رأسها الأنظمة المتخاذلة والمتواطئة، وبين قرآنها وإسلامها وقيمها وأخلاقها، وهي مسألة خطيرة”، على حد قوله.

تصريحات عدائية ضد المغرب، اعتبرها البراق شادي عبد السلام، خبير دولي في إدارة الأزمات وتحليل الصراع وتدبير المخاطر، “تطاولا من الحوثي على الاختيارات الاستراتيجية للدولة المغربية وتجرؤا على مؤسسات الوطن الاستراتيجية”.

وأكد أن “الأمر يندرج في إطار سعي إيران لتنفيذ أجندتها العابرة للشعوب العربية والإسلامية باستخدام أدواتها الميليشيات الوظيفية في العراق واليمن وفلسطين ولبنان لتمرير رسائلها ومواقفها عن طريق استغلال الارتباط الوجداني للشعب المغربي بالقضية الفلسطينية وحالة التعاطف الإنساني مع المدنيين ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع”.

وأضاف البراق، في حديث لهسبريس، أن “هذه التصريحات غير المسؤولة هي تصعيد إيراني جديد ضد المملكة المغربية ومحاولة يائسة للتشويش على الأدوار الطلائعية التي تقوم بها في نصرة القضايا العادلة في الملف الفلسطيني من منظور واقعي، بعيدا عن المواقف الشعبوية للنظام الإيراني وأدواته المسلحة في المنطقة التي حولت الدم الفلسطيني المسفوك في غزة إلى وقود لتحريك صواريخها ومسيراتها خدمة لمخططات الحرس الثوري الإيراني وطموحاته التصفوية”.

وتابع بأن “خطاب زعيم ميليشيا الحوثي هو جزء من السياسة الدعائية التي تنتهجها الميليشيا إقليميا في محاولة لفرض وجودها كلاعب أساسي في التوازنات الأمنية والسياسية في المنطقة، بعيدا عن حقيقتها كبندقية إقليمية مأجورة فاقدة لاستقلالية قرارها الوطني تستخدم من طرف ملالي طهران لتدعيم مواقف إيران في بحثها على تسوية إقليمية على مقاسات طموحاتها النووية”.

وحول الوضع في اليمن، أكد البراق أن “ما تقوم به جماعة الحوثي في هذا البلد حوّل الشعب اليمني إلى رهينة في يد ميليشيا إرهابية يشكل وجودها في أحد أهم خطوط التماس الجيو-سياسي العالمي خطرا على الأمن الإقليمي والعالمي”، مشددا على أن “المملكة المغربية دولة ذات سيادة ومواقف مستقلة مرتبطة بالمصالح العليا للشعب المغربي ومتطلبات الأمن القومي المغربي، لا تقبل بأي حال من الأحوال الإملاءات الخارجية من أي طرف، بل إنها كانت في طليعة الدول التي سارعت إلى شجب العدوان على مدنيي غزة وتقديم المساعدات الطبية والإنسانية، ودعم الجهود السياسية لوقف الحرب وإعادة المسار التفاوضي إلى سكته الحقيقية”.

تفاعلا مع الموضوع ذاته، أورد سعيد بركنان، محلل سياسي، أن “اتهام الحوثيين المغرب بمعاداة القضية الفلسطينية لا يمكن أن نفصله عن الحملة التي تعرضت لها المملكة مؤخرا من بعض المنابر الإعلامية التي سوقت لأكاذيب وادعاءات بأن المغرب رفع درجة التعاون العسكري مع إسرائيل في ظل الحرب والعدوان على غزة، تستهدف من ورائها الرباط وتزايد على مواقفها تجاه قضية فلسطين”.

“تصريح الحوثي يؤكد من جهة أن مصدر الادعاء هو محور الجزائر-إيران وأذرعه التنفيذية المتمثلة في كل من حماس في غزة، حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن”، يؤكد المتحدث ذاته، الذي زاد أن “هذا الادعاء مرده إلى موقف المغرب الصريح والواضح الذي أكد من خلاله أن السلطة في فلسطين وقطاع غزة لا يمكن أن تؤول إلا للسلطة الفلسطينية، وأن إيجاد الطريق لعملية التفاوض من جديد من أجل دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة يقتضي قطع الطريق عن المتطرفين وأجنحتهم المسلحة في المنطقة”.

وبين المحلل السياسي ذاته، في ختام حديثه مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “موقف المغرب الصريح الداعي إلى ضرورة فتح أفق سياسي جديد للخروج بحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة حقه في إقامة دولته، ويقطع الطريق على دعاة الحل العسكري، منهم حماس وحزب الله والحوثيون، الذين يخوضون حربا بالوكالة عن إيران التي تناصب المغرب العداء في وحدته الترابية، (هذا الموقف) من الطبيعي جدا أن يكون مصدر استهداف من هذه الأطراف”.