اليمن

المبعوث الأمريكي: روسيا تسعى لتسليح مليشيا الحوثي وعلاقتهم الوثيقة أصبحت “مقلقة للغاية”

كشف المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، عن مساعٍ روسية قوية لتسليح مليشيا الحوثي الإرهابية، مشيراً إلى أن تطور العلاقة بين الجانبين أصبحت “مقلقة للغاية”.

ونقلت صحيفة “ذا ناشيونال”، اليوم الخميس، عن المبعوث الأمريكي في تصريح على هامش فعالية نظمها معهد دول الخليج العربية في واشنطن يوم الأربعاء، القول إنه رأى أدلة “مقلقة للغاية” على أن روسيا تسعى لتسليح الحوثيين.

وأضاف ليندركينج القول “إن العلاقة بين الحوثيين وروسيا أصبحت أقوى وأصبحت “مقلقة للغاية”.

وتابع: “إن الروس منزعجون للغاية من سياستنا الصارمة تجاه أوكرانيا. وهم يبحثون عن منافذ أخرى لإخراج غضبهم علينا. واليمن هو مكان آخر يسعون فيه إلى تسليح الحوثيين، وهو ما من شأنه أن يغير قواعد اللعبة”.

من جهته قال السفير اليمني لدى واشنطن في الفعالية ـ حسب الصحيفة ـ إن روسيا أكدت لوزير الخارجية اليمني خلال زيارته الأخيرة لموسكو أنها لا تزود الحوثيين بالأسلحة.

وتابع السفير: “إذا رأينا أدلة تشير إلى أن هذا ليس هو الحال، أعتقد أن موقفنا سيتغير”.

ومساء أمس وصل عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح إلى روسيا في زيارة رسمية، كما من المتوقع أن يزور الكرملين الرئيس العليمي في وقت لاحق من هذا الشهر.

ومطلع سبتمبر الجاري، أكدت مصادر مطلعة، أن قيادياً في مليشيا الحوثي المدعومة من إيران يزور روسيا منذ أسبوعين بتكليف من قيادة المليشيا لشراء معدات خاصة للجماعة.

وقالت المصادر إن القيادي الحوثي علي الهادي الذي نصبته مليشيا الحوثي رئيساً للغرفة التجارية بأمانة العاصمة، توجه لروسيا تحت مبررات تجارية لشراء القمح لشركته المتعثرة “المحسن للقمح” لكن بجعبته أهداف خاصة لشراء معدات للمليشيا.

وكانت تقارير عدة قد تحدثت عن توجه روسي لتسليح مليشيا الحوثي أوقفتها السعودية في وقت سابق، لكن الهجوم الأوكراني على كورسك الروسية زادت من فرص توفير الروس أسلحة للحوثيين لشن مزيد من الهجمات البحرية.

وفي مطلع أغسطس الماضي، كشفت شبكة سي إن إن الأمريكية عن تراجع روسيا، عن إرسال شحنة من الصواريخ ومعدات عسكرية، إلى ميلشيات الحوثي المدعومة من إيران، في اليمن.

ووفق الشبكة الأمريكية “كانت روسيا تستعد لتسليم صواريخ ومعدات عسكرية أخرى للمتمردين الحوثيين في اليمن أواخر الشهر الماضي، لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة وسط موجة من الجهود خلف الكواليس من جانب الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لوقفها”.

الشبكة نقلت أيضاً عن مصادر مطلعة، القول إن روسيا كانت قد قامت بنشر عسكريين في اليمن للمساعدة في تقديم المشورة للحوثيين على مدى ثلاثة أيام في أواخر يوليو/تموز.

وأوضحت المصادر أن مسؤولين أميركيين تابعوا قيام سفن روسية كبيرة بتوقف غير معتاد في جنوب البحر الأحمر، حيث نزل الأفراد الروس، ثم التقطهم الحوثيون في قارب ونقلوهم إلى اليمن.

وقالت المصادر، إن الروس كانوا يحملون حقائب معهم، لكن لم يكن هناك شيء يبدو كبيرا بما يكفي لحمل أسلحة أو مكونات أسلحة.

وأفادت أنه “قبل وأثناء زيارة الروس إلى اليمن، اتخذ الحوثيون خطوة غير عادية بإصدار إشعار للبحارة، ينبه السفن إلى المخاطر المحتملة في البحر”.

وقال مسؤولون أمريكيون للشبكة، إن الروس اعتبروا تسليح الحوثيين وتقديم المشورة لهم وسيلة للرد على إدارة بايدن بسبب قرارها السماح لأوكرانيا بشن هجوم داخل الأراضي الروسية باستخدام الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة.

وتشن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، منذ نوفمبر الماضي، هجمات بمسيرات وصواريخ على سفن شحن أثناء إبحارها في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن قبالة سواحل اليمن، وتقول إنها نصرة لغزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وأثرت تلك الهجمات سلبا على حركة الشحن والتجارة وسلاسل الإمداد العالمية.

وعلى إثر ذلك شكلت الولايات المتحدة تحالفاً عسكرياً بقيادتها، وتنفذ منذ مطلع العام الجاري إلى جانب بريطانيا ضربات تقول إنها تستهدف القدرات العسكرية للحوثيين، رداً على هجماتهم ضد سفن الشحن.