اليمن

كيف تدير طهران إعلام أذرعها من بريطانيا؟

أنشأ ملالي طهران شبكة اعلامية مثل أذرع الأخطبوط في بريطانيا وأسموها شبكة المسيرة المحدودة عام 2014م ومسجلة برقم (09222174) في بيت الشركات البريطاني كمثال على الإعلام الشيعي الموجه إلى منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية.

ووفقا لخبراء في الإعلام الدولي، فأن هذه الشركة لا تزال نشطة حتى اليوم، وآخر وثيقة قدمها مدير قناة المسيرة المدعو عمار الحمزي لبيت الشركات البريطاني كانت وثيقة تعديل النظام الأساسي في يوليو 2024 الماضي. والتي تناوب على إدارتها إلى جانب الحمزي يوسف المؤيد وإبراهيم الديلمي الذي عيناه المليشيات مؤخرا مبتعثا لها لدى النظام الإيراني.

وتحدث الخبراء عن كيان أنشأه نظام طهران في بريطانيا يسمى “اتحاد الإذاعات العربية الإسلامية المحدودة” والذي يديره “ناصر أخضر” المعروف باسم أبو مصطفى وهو ” نائب أمين عام اتحاد الإذاعات العربية الإسلامية ومدير البرامج السابق لشبكة تلفزيون المنار التابعة لحزب الله اللبناني”

وأوضحوا أن هذا الكيان تأسس في عام 2007م كهيئة تابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية التي يرأسها أحد الوزراء القلائل الذين يجب أن يحصلوا على موافقة المرشد الأعلى لتولّى المنصب ويمتلك هذا الاتحاد أكثر من 210 شركات حليفة في 35 دولة، ويضم قرابة 3000 إعلامي و110 فضائيات و30 إذاعة معظمها في الشرق الأوسط.

المظلة الإعلامية الحوثية

ويقول خبراء الاعلام أن هذا “الاتحاد” هو المزود لهذه المنافذ الإعلامية بالدعم المالي والتكنولوجي والتنظيمي ومنها الاعلام الحوثي التابع لطهران، ويساعد في تدريب موظفيها، ويضع استراتيجية موحدة لكي تقوم بمتابعتها وسعت طهران للتأثير بشكل مباشر في الرأي العام في الخارج قبل إنشاء الاتحاد الاعلامي الطائفي.

وتشمل هذه الشركات القنوات الفضائية ومحطات الراديو والمواقع الإخبارية ووكالات الأنباء ومراكز التدريب وشركات الإنتاج الإعلامي ومراكز البحوث ويخضع “الاتحاد” لثلاث هيئات هيكلية جامعة ومقرها في طهران ويرأسها علي كريميان، وهو رجل دين إيراني تربطه علاقات وثيقة بمكتب المرشد الأعلى.

وضع الاستراتيجية

كريميان هو مسؤول كبير بوزارة الإرشاد الإيرانية وهو من يضع استراتيجيات ل “فيلق القدس” والإشراف عليها، ونائبه هو ناصر أخضر (المعروف أيضاً باسم أبو مصطفى)، مدير البرامج السابق في شبكة تلفزيون “المنار” التابعة لـ “حزب الله” اللبناني. وأخضر مسؤول حالياً عن صياغة استراتيجية إعلامية للحوثيين في اليمن.

ويعمل كحلقة اتصال رئيسية مع “حزب الله” وإيران. ودوره مهم للغاية لدرجة أنه رافق وفد الحوثيين في محادثات السلام اليمنية في جنيف في عام 2015م.

ويوجد المجلس الأعلى وهو هيئة رقابية مؤلفة من ثلاثة عشر عضواً، بمن فيهم الأمين العام ونائبان. ويرأسه حالياً المدير العام لقناة المنار إبراهيم فرحات، ومدير عام قناة تمدن الافغانية جواد محسني نائبا للرئيس،

وهناك اللجان الدائمة: وهي هيئات رقابية متنوعة تشمل “لجنة الخطاب الديني”، و”لجنة السياسة والأخبار”، و”لجنة التدريب”، و”لجنة الإنتاج”، و”لجنة الخدمات الفنية والإذاعية”، و”لجنة الإذاعات”…

وتتمركز هذه اللجان في بيروت أكبر محطة تلفزيونية إيرانية ناطقة باللغة العربية وهي قناة “العالم”، تتبعها قناة “المنار” الناطقة بلسان “حزب الله”، وقناة “الميادين” والتي تتلقى الدعم الأكبر من إيران…

الشبكة الإعلامية لطهران

وتتوزع ضمن المناطق الخاضعة لنفوذ “الحزب” أي الضاحية الجنوبية لبيروت ومنطقة الجناح، محطات تلفزيونية وإذاعية كثيرة تنطق بلسان السياسة الإيرانية، وهي لبنانية وعراقية ويمنية، وبعضها أيضاً ناطق باسم شيعة شرق السعودية، وفلسطينية تابعة لـ “حماس”، منها فضائية “الثبات”، وفضائية “القدس” وفضائية “فلسطين اليوم” التابعة لحركة الجهاد الإسلامي. إضافة إلى عدد كبير من المحطات الدينية الشيعية غير السياسية، كـ “الكوثر”، و”الصراط”، و”المعارف”، و”الأنوار”، و”الإيمان”، و”الزهراء”. وهناك فضائيات كـ “اللؤلؤة” البحرينية، و”النبأ” السعودية وجميعها قنوات معارضة للحكم داخل بلادها كل بحسب جنسيتها…

إشراف حزب الضاحية

ويشرف “حزب الله” على كافة أنشطة “اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية” في لبنان، ويشمل ذلك تطوير وسائل الإعلام غير اللبنانية على غرار “قناة المسيرة” التابعة للحوثيين، وتوجد أيضاً الكيانات الأخرى التي أنشأها “اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية” مباشرة في الضاحية ويديرها الحزب، من بينها “مركز الاتحاد للتدريب الإعلامي” ووكالة الأنباء “يونيوز” و”مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير”، المعروف أيضاً باسم “يوفيد”..

هذا الاتحاد هو “المسؤول عن وضع استراتيجية إعلام جماعة صنعاء.. ولهذا الاتحاد فرع في مناطق سيطرة الجماعة (مكتب اليمن) ويدير هذا المكتب “جلال صلول” الإعلامي في قناة الساحات.

وإجمالا كل وسائل الاعلام مرئي ومسموع ومقروء والمواقع الالكترونية والإعلاميين والناشطين المحسوبين على الجماعة في وسائل التواصل يعملون بموجهات الاتحاد ويتلقون الدعم المادي والمعلوماتي من هذا الاتحاد بمن فيهم وزير الاعلام المعين مؤخرا عمر داعر البخيتي.

هذه هي ملامح واستراتيجيات الإعلام الإيراني في المنطقة العربية عامة واليمن الحوثي على وجه الخصوص والتي يتم إدارة دفتها وفقا لرغبات ملالي طهران وبما يتناسب مع أهداف تصدير ثورتها التخريبية في المنطقة العربية.