اليمن

الدور الإماراتي في اليمن: نموذج فريد للعمل الإنساني والعسكري والدبلوماسي المتكامل

شهدت اليمن منذ عام 2015، وتحديداً منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم، دوراً بارزاً لدولة الإمارات العربية المتحدة امتد على الأصعدة العسكرية والإنسانية والدبلوماسية، وساهم بشكل كبير في دعم الشرعية اليمنية وتقليص نفوذ مليشيا الحوثي الإرهابية وتحقيق الاستقرار في العديد من المحافظات.

لم يدخر الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة أي جهد يساند إخوانهم اليمنيين في كل المجالات، فقد ساهمت الإمارات بشكل حاسم في تحرير مناطق واسعة من سيطرة ميليشيا الحوثي، وذلك من خلال دعم وتجهيز القوات المسلحة اليمنية، وتوفير الدعم اللوجستي البري والبحري والجوي.

بدأت هذه المساهمات بتحرير العاصمة المؤقتة عدن في مايو 2015، وتلتها سلسلة انتصارات في مختلف الجبهات، بما في ذلك تحرير باب المندب، وسد مأرب، والمخا، وصولاً إلى مدينة الحديدة حاليا.

وحققت هذه العمليات العسكرية نجاحات كبيرة في دحر الميليشيا، إلا أنها لم تأت دون تضحيات جسيمة من أبناء الإمارات الأبطال الذين سطروا بدمائهم ملحمة بطولية في سبيل دعم الشعب اليمني.

أدوار أخرى أكثر صعوبة

عملت الإمارات العربية المتحدة على حفظ الأمن في المناطق التي تم تحريرها من مليشيات الحوثي الإرهابية ولم يقتصر دورها على التحرير فقط بل امتد ليشمل مكافحة الإرهاب، حيث لعبت دوراً محورياً في دعم القوات الخاصة اليمنية لتطهير المحافظات المحررة من عناصر تنظيمي القاعدة وداعش.

قد أسفرت هذه الجهود عن تراجع كبير في نفوذ هذه الجماعات الإرهابية، وتحديداً طرد تنظيم القاعدة من مدينة المكلا، بالإضافة إلى عمليات مطاردة واسعة في شبوة، ولحج، وأبين، وعدن.

وقد أدى ذلك إلى انخفاض العمليات الإرهابية بأكثر من 90%، كما أكد العميد منير أبو اليمامة، قائد اللواء الأول دعم وإسناد، على الدور الحاسم للإمارات في هذا الإنجاز، مشيراً إلى أن الدعم الإماراتي كان سبباً رئيسياً في تحول كبير في الوضع الأمني، وتحسين حياة المواطنين في تلك المناطق.

جهود إنسانية ودبلوماسية

بالتوازي مع الجهود العسكرية، نفذت الإمارات برنامجاً إنسانياً واسع النطاق، عبر ذراعيها الخيرية، هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، لتخفيف معاناة الشعب اليمني.

وقد اتبعت الإمارات استراتيجية واضحة تقوم على تقديم المساعدات الإغاثية بشكل فوري بعد تحرير المناطق، مع التركيز على تطبيع الحياة من خلال دعم القطاعات الخدمية الأساسية كالصحة والتعليم والكهرباء والمياه، مما أسهم بشكل كبير في إعادة الاستقرار إلى العديد من المدن والمحافظات اليمنية، بدءاً من عدن وصولاً إلى الحديدة.

ولم يقتصر الدور الإماراتي في اليمن على الأصعدة العسكرية والإنسانية فحسب، بل امتد ليشمل أيضاً الجانب الدبلوماسي، حيث ساهمت التحركات الدبلوماسية النشطة للمسؤولين الإماراتيين في فضح زيف ادعاءات ميليشيا الحوثي الإرهابية، ودعم الشرعية اليمنية على الساحة الدولية.

وقد كان من أهم إنجازات الدبلوماسية الإماراتية تسهيل نقل البنك المركزي إلى عدن، مما ساهم في كسر حصار ميليشيا الحوثي، وتمكين الحكومة الشرعية من دفع رواتب الموظفين، وتسيير شؤون الدولة.

في الختام، يعد دور الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن نموذجاً فريداً للعمل الإنساني والعسكري والدبلوماسي المتكامل، والذي أسهم بشكل ملموس في دعم الشرعية اليمنية، ومكافحة الإرهاب، وتحقيق الانتصارات ميدانياً وانسانياً وسياسياً.

أخبار متصلة: