مركز الآخر للسلام والتنمية في تعز ينفذ مشروع الرسائل الثمان لإعادة التأهيل النفسي لضحايا الحروب
نفذ مركز الآخر للسلام والتنمية في مديرية المظفر بمدينة تعز نشاط الرسائل الثمان لإعادة التأهيل النفسي لضحايا الحرب من خلال رسومات جدارية توضح أهمية التأهيل النفسي لضحايا الحرب.
المشروع الذي أقيم بالشراكة مع منظمة سيرش وتمويل من الحكومة السويدية ، ينفذ ٣٠ لوحة على جدران خمسة مواقع متفرقة انحاء مديرية المظفر وسط مدينة تعز.
وقالت حنين الزكري منسقة المشروع “أن النشاط يركز على ثمان رسائل تهدف الى التوعية النفسية وتستهدف ضحايا الحرب من كل الفئات في مديرية المظفر من خلال حملة على الجدران وفلاشات إذاعية وحملة توعوية إلكترونية، ما يضمن وصول أوسع للرسائل التوعوية”.
وبحسب الزكري فإن الرسائل الثمان التي يركز عليها النشاط تعكس أهمية الدعم النفسي، وتناقش اضطرابات مثل كرب ما بعد الصدمة والأوهام الاضطهادية والقلق والذهان والاكتئاب وتظهر الفرق بين الاخصائي وبين الطبيب النفسي فيما تؤكد الرسائل على ان المرض النفسي لا يعني الجنون وتشجع على زيارة الاخصائي النفسي.
في السياق قالت التشكيلة لينا السامعي عضوة فريق الوان، أن الرسومات الجدارية لغة عالمية قادرة على إيصال رسائل عميقة وبطريقة بصرية مباشرة ، وهي أداة فعالة للتوعية بالصحة النفسية.
وقال الاخصائي في علم النفس الاكلينيكي وليد الرباصي ” نواجه حاليا انتشاراً مقلقاً للاضطرابات النفسية والعقلية”.
مشيراً إلى أن الرسومات الجدارية تحمل رسائل توعوية مبتكرة يمكن أن تصل الأفراد بكل فئاتهم وتلامس حياتهم اليومية، وتعمل على كسر الحواجز النفسية والاجتماعية التي تمنع الكثيرين من البحث عن الدعم والمساعدة.
وأوضح الرباصي “الى جانب نشر الأمل والتأكيد على إمكانية التعافي، تصحح الحملة مفاهيم مغلوطة كانت منتشرة حول الصحة النفسية والعقلية”.
وأكد “أن مدينة تعز بما تحمله من جراح ومعاناة تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى نشر ثقافة العلاج والتأهيل النفسي ، وتحتاج أكثر لتقديم الخدمات النفسية بشكل أوسع وأكثر شمولية ، مؤكداً الدور الحقيقي للرسومات الجدارية والتي قال إنها تتيح فرصة الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع ، بمن فيهم اولئك الذين قد يشعرون بالخوف أو العار من الحديث عن معاناتهم النفسية”.
ودعا كافة الجهات المجتمعية والمؤسسات دعم هذه المبادرات التوعوية، وتوسيع نطاقها لتشمل كافة المناطق، ورسائل للصحة النفسية يجب أن تكون جزءاً من المشهد اليومي لكل فرد في تعز ، لأنها جزء لا يتجزأ من بناء مجتمع متماسك وقادر على التعافي من آثار الحرب بحسب حديث الرباصي.