عن 15 مارس ذكرى الارض والانسان التهامي
تهامة 24 ، تقرير خاص
لم يكن 15 مارس مجرد ذكرى تاسيس القضية التهامية وفعاليات بل كان طموح قطاع كبير من أبناء اليمن داخل جغرافيا تهامة مزجت أجساد ودماء أهلها العفوية والصدق بعيدا عن الزيف والخداع الذي مورس عليهم أحقابا طويلة من أناس اعتادوا أن يكونوا حكاما حتى ولو على الانقاض.
بزغ نجم 15 مارس ذكرى الارض والانسان من رحم معاناة وآهات وشحوب الوجه التهامي الذي بدأ يزأر من الالم والجوع والحرمان حيث استقر عدد كبير من مؤسسي هذه الحركة التي جاءت رد فعل على سلوك المركز العدائي تجاه هذا القطاع الواسع من جغرافيا اليمن وإنسانه الذي دفنه المستكبر القادم من أجل الفيد والغنائم والمتكئ على فتوى متطرفة ترى في المخالفين بالمذهب مجرد كفار تأويل يحل دمهم ومالهم.
لقد أجمعت معظم الكيانات الشبابية والثقافية التي خرجت الى الشوارع من القهر على أن يكون 15 مارس من كل عام ذكرى احتفالية لابناء تهامة يعلون فيها القضية التهامية للكفاح واشهارها كقضية وطنية تهم التهاميون بمختلف توجهاتهم السياسية والثقافية ضد التمييز والتهميش والظلم والاقصاء.
واستلهم الأبناء والاحفاد نضال أجدادهم في مواجهة الصلف والإستعلاء لحكم المركز من انتفاضة يوم القوقر وحصار المركز في باب الناقة الذي مثل رمزية كبيرة للمخضرمين من ساسة ومشايخ تهامة في 1968م ووقوف قطاعات قبلية وثقافية من حيس جنوبا وحتى اللحية شمالا ولسان حالهم في ذلك الوقت لا لاستبداد المركز الذي سارع للتوقيع معهم على وثيقة الحكم الذاتي التي تم الانقلاب عليها من السلطة وزاد التهميش والأقصاء بشكل مترصد وممنهج.
و في 15 مارس من العام 2012 م كان الموعد الحقيقي بتنظيم أول وقفة احتجاجية في باب الناقة والذي تدفق اليها الجموع الغفيرة من كل أيناء تهامة ليوصلوا رسالة الى الحكومة المركزية أن أبناء تهامة وبمختلف انتمائهم موجودون في باب الناقة سلميا للمطالبة بحقوقهم المسلوبة.
وقد تلقفت الحكومة المركزية تلك الحشود بإلقاء الإتهامات مثل وصف المحتجين ( بالعنصرية) و ( عدم الوطنية) ولما زادت الفعاليات والمسيرات نزلت الحكومة المركزية لعقد اجتماع لها في مركز المحافظة ورشت الوعود الزائفة هنا وهناك.
في يوم 8 مارس من نفس العام كان المحتجون يطالبون بقتلة شهيد الحراك التهامي عبد الرحمن هندي عقب الفراغ من تشييع ودفن الشهيد الأول للحراك مما نتج عنه وقوع العديد من الجرحى والمصابين حيث زاد إيقاع وزخم الحركة الثورية التهامية التي عرفت فيما بعد بثورة الخامس عشر من مارس في مدينة الحديدة.
وفي 15 مارس 2012 تم إقامة مهرجان جماهيري كبير احتشد له الآلاف من أبناء تهامة من جميع المديريات منذ السابعة صباحا وحتى الثانية عشر مساءا ، ونفذت فيه العديد من الفعاليات الخطابية والشعرية والغنائية والكرنفالية وألعاب الفروسية .
و تواصلت الاحتفالات السنوية بذكري 15 مارس حتى مع غزو المليشيات الحوثية لتهامة وتصدى أبطال هذه الثورة الأشاوس للمعتدي الحوثي الذي جاء بنسخة إيرانية مكتملة الأركان وعين ملالي إيران على ميناء الحديدة الذي سيعطيها امتدادا جغرافيا من الضفة الشرقية للخليج العربي إلي السواحل الغربية للبحر الأحمر غير أن المقاومين البواسل من أبناء تهامة أبوا إلا أن يكونوا رأس حربة في مواجهة المشروع الإيراني في تهامة واليمن والمنطقة عموما.
وامست احتفالية 15 مارس تشكل رمزية الإعتزاز التهامي في مواجهة ظلم المركز وتطبيق عملي لايصال التهاميين إلى مرتبة المواطنة المتساوية وكسر حقيقي للعنصرية الاضطهادية التي مورست على جغرافيا تهامة باعتباره كيان بخصوصية إجتماعية و ثقافية متميزة عن غيرها عبر التاريخ المقاوم للاستعلاء في الحكم وشموخ لا يقبل المساومة على الحقوق المنهوبة .