معركة عسكرية قادمة ضد الحوثي
تتحدث الكثير من الأخبار والتأويلات عن قدوم انطلاق معركة عسكرية بقيادة التحالف والدولة لتحقيق عملية تحرير من ميليشيات الحوثي في عدة جبهات، والتساؤل الذي يطرح نفسه هنا في أي اتجاه ستنطلق تلك المعركة العسكرية، هل في الشرق الجوف ومأرب، أم الوسط إب وتعز والبيضاء، أم الغرب في الحديدة، أم في الاتجاه الخلفي صعدة وحجة.
يعيش الحوثي الآن في حالة ذعر وارتباك شديد، نظراً لاستياء الناس في مناطق سيطرته من الوضع السيئ الذي يعيشونه وانطلاق أصوات منددة بذلك بعثت مؤشرات مطالبة لاندلاع ثورة داخلية، وترقبه لانطلاق عملية عسكرية في الجبهات ضده والتي أصبح متوقع لها في أي وقت.
ولذا قام الحوثي باتخاذ عدة إجراءات لمواجهة ذلك ، إذ قام بعملية اعتقالات واختطافات للأصوات المنتقدة لفساده في مناطق سيطرته بهدف إرهاب الناس وترويعهم مما يؤدي لإفشال أي ثورة شعبية داخلية تنتفض ضده وهو الأمر الذي يفترض أن يزيد الامور تعقيداً ، كما قام بإرسال تعزيزات عسكرية لجبهات الساحل ، وأيضاً باتجاه الوسط إب وتعز والضالع ، وأتضح أن زيارة محمد علي الحوثي مؤخراً إلى إب ومكوثه فيها فترة طويلة ، كان له هدف خفي غير الظاهر ، إذ قام الحوثي بالتواصل والاجتماعات مع المشائخ والشخصيات وطلب منهم الاستعداد بالتحشيد والجاهزية لمواجهة أي تقدم محتمل من جهة الضالع نحو تحرير إب.
كما قام الحوثي بعمليات تعزيز نحو الجوف.
أعتقد أن عملية انطلاق المعركة القادمة سيكون لتحرير محافظة الجوف، والمفروض أنها قد انطلقت وانما كان تأخيرها بسبب عدم قيام قيادة المحافظة السابقة بعملية التسليم للقيادة المعينة مؤخراً، وبعد فشل اقناع تلك القيادة بالتسليم فقد أصبح وجوب انطلاق المعركة بدون الحاجة لتسليمها، ليتم تثبيت الأوضاع عملياً على واقع الارض وهو الاهم والذي سيخلص المحافظة من الحوثي ويثبت قيادتها الجديدة فعلياً ويغلق أي فوائد تمسك او تشبث إداري ومالي للقيادة السابقة.
كما نعتقد أن تعزيزات ميليشيات الحوثي نحو الساحل هدفها تنفيذ هجوم لتخفيف الضغط أو التقدم نحو التحرير لمحافظة الجوف، خاصةً وأن القوات المحتمل توجهها لتحرير الجوف هي قوات العمالقة التي لها تواجد رئيسي في الساحل، ولكن ذلك ربما لن يؤثر عليها شيئاً، فتلك القوات ومعها القوات التهامية قادرة على صد الهجوم الحوثي ضدها في الساحل، وقادرة أيضاً على القيام بتحرير الجوف.