الكارثة الحقيقية أن تمنح المليشيا دولة
حيثما يوجد المال ستجد الحوثي، جماعة مهووسة بالنهب والإتجار بكل شيء، من رهن الوطنية إلى البسط على الأراضي ومحاربة الرأسمال الوطني، بزج رموزه بالزنازين ووضع اليد على وكالاتهم وشركاتهم التجارية، إلى الفلاح وغلة أرضه تحت فقه الخُمس وتنويع شكل الجبايات، وأخيراً الإتجار بالبشر وبيعهم للقتال في أوكرانيا بأساليب خداعية ملتوية.
الحوثي يفقرك يسد أفاق الحياة الكريمة في وجهك، يوسع الإحباطات داخلك يضيق سبل العيش الكريم، وحين يكون قد أوصلك إلى ذروة العجز، يمنحك طوق نجاة وحيد: بيعك لروسيا كمرتزق وأجير حرب.
ما كشفت عنه صحيفة “فيننشال تايمز” هو وجود شركات حوثية تشحن الأفراد إلى خطوط القتال بين روسيا واوكرانيا، تحت عناوين مضللة كعقود عمل وعمالة غير مقاتلة، ليجد هذا اليمني نفسه كهارب من حرب إلى حرب، ومن موت محتمل إلى موت مؤكد ونهاية فجائعيه، تتحول فيه إلى مجرد رقم في مقابر الغرباء.
الحوثيون كارثة غير مسبوقة سقطت على اليمن، مزقت وحدته الوطنية وسلامه الاجتماعي، عبثت بقوت أطفال اليمني، أمعنت في إذلاله ومضت به نحو محارقها كوقود حرب عابرة للحدود، وكأن الحوثي يشتري السلاح من موسكو ويسدد أثمانه بيد يمنية مقاتلة.
ما كشفت عنه الصحيفة إتجار بالبشر يفوق استغلالهم إلى حد تحويلهم إلى جثامين موتى، وقتلة مأجورين في حرب لاتعنيهم ولا تمت لهم بصلة، تماماً كما هي حرب الحوثي الغريبة عن البلاد، والمخاضة نيابة عن مصالح وحسابات الإيراني الأجنبي.
لا شيء سيزيح هذا الوباء المذهبي سوى إسقاطه بقوى ومفاعيل الداخل، وفرض استحقاقات بديلة، تلبي حقوق ومصالح المكونات مجتمعة، فلا خارطة طريق ستلوي ذراعه الباطشة، ولا شرعنته ستعقلن جنونه الدموي ، وتحوله من مليشيا مأجورة إلى مشروع دولة.
شرعنته بصفقات تسوية لا تعني سوى إن على اليمنيين أن يدفعوا المزيد من النزف، والحروب الممتدة في الزمان والمكان وبلا انتهاء.
الكارثة الحقيقية أن تمنح المليشيا دولة