مقالات

تأمين الجنوب في تحرير الوسط

الأمر الذي فهمناه طيلة الفترة الماضية منذ بداية الحرب حتى اليوم ، أن الجنوب لا يمكن أن يأمن في ظل سيطرة ميليشيات الحوثي الإرهابية على منطقة الوسط إب وتعز والبيضاء وغرباً الحديدة في جهة الشرق مأرب والجوف.

لن تأمن لحج إلا بتحرير كامل تعز ، ولن تأمن الضالع إلا بتحرير إب ، ولن تأمن يافع وأبين إلا بتحرير البيضاء ، ولن تأمن شبوة إلا بتحرير مأرب ، ولن تأمن حضرموت إلا بتحرير كامل الجوف.

ولذا فإن تأمين الجنوب يأتي بتحرير كامل الوسط وهذا الشريط ، وهنا يجب أن يكون الجنوب داعماً ومسانداً بقوة لتحرير الوسط بل ومشاركاً في ذلك ، كون الأمر من مصلحته ومصلحة الوسط أيضاً.

بقاء الحوثي مسيطراً على شمال اليمن ، يشكل خطورة نحو ثلاثة إتجاهات ، الأول الجنوب والثاني عالمياً على الممرات الدولية ، والثالث على الجوار.

وبتحرير الوسط سيتم تأمين الجنوب والممرات العالمية وجزء من الجوار ، وعندما لم يعد الحوثي مسيطراً إلا على منطقة الهضبة صنعاء وما حولها فإن خطورته تهدد الوسط والجوار ، وتحرير هذه المنطقة كاملة سيقوم بتأمين الوسط والجوار.

مخطئ من يظن أنه سيأمن شر الحوثي وتنتهي المشكلة عبر إتفاقيات سلام وتسوية شاملة ، فالحوثي صاحب مشروع أو تابع لمشروع ، ومشاريع كهذه لا تؤمن بحصرها بجزء من دولة او سلطة أو دولة واحدة ، إذا حصل على جزء من سلطة أو دولة سيظل يعمل بكل جهد وطرق للحصول على بقية السلطة والدولة ، وإذا سيطر على دولة واحدة يريد الدولة الثانية ، هو لا يريد شمال اليمن أو جزء منه ، هو يريد الشمال والجنوب والمملكة والإمارات والخليج ومصر وكل المنطقة العربية.

يشن الحوثي هجومه على الجنوب براً عبر الهجوم على مواقع الخطوط الأمامية ، وجواً عبر الطيران المسير الذي غالباً ما يصيب أهدافه بدقة بسبب اطلاقه من مواقع داخل الوسط كونها قريبة للمكان المستهدف ، ومخابراتياً عبر تسلل عناصره الإستخباراتية.

وبتحرير الوسط سينتهي تماماً أي هجوم حوثي بري على الجنوب ، وستخف وطأة الطيران المسير الحوثي بشكل كبير كونها ستتعرض لعملية دفاع جوي من داخل الوسط ، كما ستنتهي عملية التسلل الحوثي المخابراتي كون الوسط سيقوم بعملية فحص مخابراتية داخله بما يأمن نفسه ويقبض على التسلل الذي سيتحمل مسؤوليته إذا مر من داخله نحو الجنوب ، إلا في حالة واحدة إذا كان لا يمر عبره أو كان منتمي لداخل الجنوب نفسه.