الاستقطاب او البطالة.. خياران امام طلاب الجامعات بمناطق الحوثي أحلاهما مر!
بعد مرور أربعة أعوام من الدراسة والكفاح والمثابرة في كلية الإعلام جامعة صنعاء وجد محمد نفسه أمام خيارين اما البقاء تحت وطأة البطالة او الانجرار خلف طلبات مليشيا الحوثي بالالتحاق بها.
وتبذل المليشيات جهود حثيثة في سبيل استقطاب خريجين الجامعات مستغلة البطالة التي ازدادت في مناطق سيطرتها على وجه الخصوص.
يقول محمد لـ”تهامة 24″: طوال فترة دراستي في كلية الإعلام بذلت جماعة الحوثي كل ما بوسعها من أجل اقناعي أنا وزملائي بالانضمام إلى صفوفها والبدء بحضور دوراتها الثقافية والتغيب عن المحاضرات وذلك عن طريق ملتقى الطالب الجامعي الذي أسسته الجماعة للتجسس والمتابعة.
ويشكو معظم خريجي الجامعات اليمنية في مناطق الحوثي من حالة الاحباط التي تصيبهم فور التخرج؛ نتيجة لانعدام الفرص الوظيفية في كل القطاعات، ما جعل البعض يضطر للانخراط في صفوف المليشيات.
ويروي محمد في حديثه لـ”تهامة 24″ أن المليشيات نجحت في استقطاب الكثير من زملائه فيما رفض هو ومجموعة من زملائه الانخراط في صفوف المليشيات.
استخدموا معنا أساليب الترغيب والترهيب بحيث انك اذا دخلت معنا ستضمن مستقبلك وتصل إلى مكانة مرموقة اما اذا رفضت فستكون فريسة للبطالة ولن تحصل على فرصة عمل وستكون شخص بلا فائدة.
ويضيف محمد: “بعد فشل كل محاولاتهم في اقناعي انا وبعض الزملاء تغيرت النظرة إلينا وكثفت المليشيات مراقبتنا وتعقبنا حتى انهم كانوا يصفوننا بالمرتزقة والمنافقين خاصة إذا رفضنا حضور الفعاليات التي يقيمونها في الكلية”.
وأجبرت الظروف محمد على البحث عن فرصة عمل في المملكة العربية السعودية في عمل يدوي لا يتناسب مع مؤهله الجامعي حيث يؤكد أنه على وشك الانتهاء من المعاملات والحصول على تأشيرة
العمل في مزارع القات
ويفضل معظم خريجين الجامعات في مناطق الحوثي إلى اللجوء للأعمال الشاقة التي ليس لها علاقة بتخصصاتهم على الانخراط في صفوف المليشيات التي لا تجلب سوى الموت وذلك من أجل توفير لقمة العيش لعائلاتهم في ظل الانهيار الاقتصادي الذي اوجده الانقلاب الحوثي.
الطالب أسامة عبدالله يؤكد لـ”تهامة 24″ انه رفض الاستجابة للإغراءات الحوثية وذهب للعمل في مزارع القات في رداع محافظة البيضاء.
ويقول أسامة: “لم اقتنع بأفكار وتوجهات المليشيات الحوثية وذهبت للعمل في مزارع القات في رداع، في البداية كنت أعمل بالأجر اليومي مع أحد المزارعين ثم عرض عليا أحدهم أن أستأجر قطعة أرض مزروعة قات واستأجرت منه على أن نتقاسم العائدات”.
وتصيب الشباب اليمني حالة من الإحباط وانسداد الأفق أمامهم نتيجة إطالة أمد الحرب الحوثية التي كسرت أحلامهم في مواصلة التعليم الجامعي بعد مشاهدتهم لخريجي الجامعات بدون عمل، فتوجه كثير منهم إلى البحث عن فرص عمل بدلا من مواصلة التعليم.
تجهيل متعمد
وتستمر المليشيات الحوثية بتنفيذ أجندتها ضد عملية التعليم في الجامعات تحت مناطق سيطرتها، من خلال ارتكاب الجرائم والتعسفات والتي شملت الاقتحام والقمع والتنكيل، وإغلاق أقسام دراسية، وفرض تعاليم لخدمة أجندتها
ويشكو طلاب يمنيون من مضايقات حوثية مستمرة تمارسها كيانات حوثية شُيّدت مؤخراً لتعمل في إدخال كوادر من أتباعها للتجسس ومراقبة حركة الأساتذة، والطلبة، والموظفين ما دفع الكثير من الطلاب لعدم الالتحاق بها
تراجع الإقبال على الجامعات
ووفقا لمصادر أكاديمية، فإن جامعة صنعاء شهدت إقبالاً ضعيفاً على الالتحاق بمختلف كلياتها خلال الأعوام الماضية، وأن قاعات الدراسة في الكليات شبه فارغة من الطلاب، فإلى جانب ضعف الإقبال فإن الملتحقين لا يستطيعون أو يرغبون في مواصلة التعليم وحضور الدروس والمحاضرات.
وقدرت نسبة تراجع الطلاب عن الالتحاق بجامعة صنعاء بأكثر من 25 في المائة، مرجحاً إقدام الانقلابيين الحوثيين على إغلاق بعض الأقسام، وربما الكليات، وذلك لأن تراجع الإقبال يتسبب بنقص الإيرادات من الرسوم التي يدفعونها، وهو الأمر الذي يعني قيادات الانقلاب، بينما تقع العملية التعليمية في أدنى سلم اهتمامها.
وأكد أكاديمي في جامعة صنعاء في تصريح سابق لإحدى المنصات الإخبارية أن المليشيات الحوثية تقوم بعملية منظمة لتدمير التعليم العالي، وذلك بعد ملشنة الجامعات طيلة الفترة السابقة عبر قيامها بإنشاء كيانات جديدة لتضييق الخناق على الطلبة والكادر الأكاديمي والإداري فيها، إضافة إلى تحريف المناهج بالطائفية.
وقال “إن مليشيات الحوثي تعمل على شن حملات تحريضية متواصلة تستهدفهم والعملية التعليمية بشكل مباشر، وتهدف لتشويهها والنيل من الكادر الأكاديمي فيها.
وأضاف الأكاديمي الذي فضل عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، أن المليشيات الحوثية لجأت بعد استخدامها للحملات الإعلامية ضد منتسبي جامعة صنعاء، إلى استخدام منابر المساجد والإساءة للكادر الأكاديمي والذين حرموا طيلة السنوات الماضية من الحصول على مرتباتهم، وواصلوا التعليم بالمجان”.