ورقة الحوثي السياسية وحواره مع الإصلاح
قنوات الحوار بين الإصلاح والحوثي مفتوحة ، هذا ماكشفت عنه تغريدات بعض القيادات الحوثية ، ليس لإحراج الحليف المستتر الإصلاح، بل لتقديم أنفسهم كدعاة حوار وكجماعة إجماع داخلي.
في لعبة الأوراق تأتي عملية الإشارة إلى أن الحوثي قدم ورقة رسمية إلى الإصلاح ، وأراد حواراً علنياً ولكن الأخير رفض ذلك مفضلاً الطابع السري والتفاهمات الثنائية غير المعلنة.
الورقة السياسية المقدمة من الحوثي لقيادة الإصلاح، تشمل موضوعات على قدر كبير من الحساسية ، وموضوعات مجالها الوحيد أعلى مستويات الشرعية لا الإصلاح منفرداً.
من هذه الملفات إلى جانب مساندة موقف الحوثي تجاه غزة ، البحث في ملف الحل السياسي الداخلي وملف مأرب والأسرى.
كشف القيادة الحوثية لهذه الإتصالات والحوارات السرية ، مع أنها تحرج الإصلاح ، الذي يرفع سقف خطابه العدائي ضد الحوثي، وفي ذات الوقت يحاوره ويتبادل معه تنسيقات ماتحت الطاولة ، إلا ان كشف طبيعة ومضمون المذكرة وبنود الحوار ليس صادماً، فهو يتسق تماماً مع نهج الإصلاح بسياساته المزدوجة ، فهو مع السعودية وضدها مع الإمارات وضدها ،مع توصيف الحوثي بالإرهاب العالمي ومع تنسيق السياسات معه ووصفه بالبطل القومي وغيرها من الثنائيات المتصادمة .
خطورة الحوارات السرية مع الإصلاح تتخطى السياسي إلى الأمني والعسكري ، اما الأخطر من كل ذلك ، أن الإصلاح يمسك بمفاصل المؤسسة العسكرية، وبجيش يدار من سلطة ظل حزبية موازية، مرجعيتها قيادة الإصلاح لا وزارة الدفاع ، ما يعني آن لا رهان على معركة حسم جدية مع الحوثي ، بل إعادة إنتاج ذات المشهدية الصادمة : تسليم المناطق بلا حرب أو بقليل من الحروب الشكلية الزائفة.