من يعلق الجرس أولاً؟
من يعلق الجرس أولاً ، من يجهز ساحة المعركة يرص قواه ويهندس حسم المواجهة؟
في اليمن على الرغم من صخب الحديث عنه ، لاسلام يطرق الأبواب، روائح البارود تنتشر في كل مكان، اللغة الحربية سيدة المشهد ، والحديث عن خارطة طريق مجرد شراء الوقت وبيع الوهم ، وخلق عند الطرف الآخر وتحديداً الشرعي حالة من الاسترخاء والإطمئنان الكذوب.
إذا كان الحوثي يمتلك الجهوزية الكاملة ويعيد ملئ بدل الفاقد في ملاكه العسكري ، فإن الطرف الآخر لايبدو أنه على ذات الجاهزية، حيث كل قوام المؤسسة العسكرية بحاجة إلى ضبط وإعادة تنظيم وإنتشار، وفتح قنوات إسناد ودعم عسكري بالعتاد واللوجستيات ، مع إقليم لم يصل بعد إلى اليقين ان الحوثي خطره لا يستثني أحداً، وأنه في لغته السلامية يخفي مشروعاً لإدماج إيران في المنطقة ، وتدمير طابعها المتجانس باللعب على الطوائف والصراعات المذهبية أين أوتي له ذلك.
لابد من إعادة قراءة المشهد من الجوار، وعلى صعيد قوى الداخل العمل بمسارين متناغمين عدم رفض السلام والإستعداد لخيار الحرب.
تجربة تطورات الأشهر الأخيرة مع الحوثي تثبت أنه مقصلة كل المشاريع ، وأن لا تراتبية لديه بمن يبدأ أولاً ،فالجميع على طاولة أولوياته على مستوى واحد من الاستهداف، هو مدجج بالخرافة وضلالات الإعتقاد أن اليمن حق إلهي ممنوح له ، وأن أطماعه تتخطى ماوراء اليمن وأن جميع الفرقاء معوقات يجب إزاحتهم .
ولأنه بهذه الدرجة من المخاطر فإن أقل من توحيد القوى ورص الصفوف وضخ الإمكانات العسكرية، مع ضمانات سياسية توافقية تخفف المخاوف وتنفس محابس الإحتقان والقلق ، هو واجب ملح غير قابل للإرجاء ، مالم سيجد نفسه هذا الجميع المناوئ له، يصرخ من تحت أضراس الحوثي وأنيابه ، حزناً على سوانح لم يلتقطها ولن تعيد تقديم نفسها مرة ثانية.
من ميناء وخليج عدن ومؤخراً نشطون ومناطق الثروات وكل المناطق المحررة ، وحتى كل مالم يسقط شمالاً بعد في يد الحوثي، نحن جميعاً في دائرة استهداف لا يستثني أحداً.
هي إذاً حرب الجميع ، والجميع فيها شركاء في الربح والخسارة.