إنهاء الثارات خًطوة عظيمة في بلاد الصبيحي
السقوط في فخ الثارات لا يترك خياراً أمام الناس سوى أن يعتمروا البندقية ليصنعوا حاضرهم ، وبالدم وحده يرسمون ، على نحو دائم ،مستقبلهم ومستقبل أبنائهم .
كم هي الجماجم التي تكسرت في خنادق الثارات ، لا لشيء إلا لأن هناك من عظّم الثأر كقيمة إجتماعية في الوجدان المتأهب للموت حينما يغدو الواقع طارداً لفكرة الحياة .
بلاد الصبيحي بكل ما حفُلت به من قيم الشجاعة ، والتكافل ، والوطنية ، والصبر على المكاره ، واحتمال الأذى ، ومقاومة شظف العيش فقد ابتليت بالثارات التي أخذت تضعف قيم الحياة الرفيعة بين أبنائها . وكم هي الجهود التي بذلها الوجهاء والمثقفون من أبنائها للتغلب على هذه الظاهرة وأسبابها ، فما أن تهدأ حتى تثور من جديد، ويمكن القول إن الثارات عطلت كثيراً من شروط الحياة ، ومع ذلك فقد قاوم العقلاء من أبناء الصبيحة التحديات القادمة من خنادق هذه الظاهرة ؛ ويوم أمس نقلت الأنباء خبر اللقاء الكبير التي تم بين قبائل وعشائر بلاد الصبيحي حيث وقعوا ميثاق شرف ينهي الثارات ، ويلزم كل صاحب حق بالأخذ بالقانون ، ليسود التسامح والقانون والعرف مؤكداً على أن هذا المجتمع الذي هو امتداد لسهل تهامة بقيمه التاريخية التي عرف عنها قادر على تجاوز هذا الموروث .
كل التقدير للقادة الذي لعبوا دوراً مؤثراً ورائداً في الوصول الى هذه الخطوة العظيمة ونخص بالذكر اللواء احمد عبد الله تركي محافظ لحج ، اللواء محمود محمد سالم الصبيحي ، الاستاذ احمد عبد الله المجيدي ، القائد حمدي شكري ، الشيخ جلال عبد القوي شاهر والمناضل عبد القوي محمد رشاد واساتذة الجامعات ووجهاء القبائل وغيرهم ممن اسهموا في تحقيق ذلك .