هل يستجيب الحوثي لمغريات التقارب الروسي؟
بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي بوتين، إلتقى أمس الثلاثاء الحوثيين وبحث معهم جملة من الملفات ، في مقدمتها التصعيد في البحر الأحمر.
الروس مهتمون بالبحر الأحمر بتقديم العروض المجزية للسودان، عنوانها السلاح لجيش البرهان مقابل قاعدة بحرية في بورتسودان، وذات العرض قدمته إيران وقبل البرهان كلا العرضين معاً.
الحوثي أداة في صراع دولي تصب كل مخرجات المواجهة، في خزانة المصالح الإيرانية وفي القريب المنتظر الروسية، ايران لتحسين وضعها التفاوضي في مجال الملف النووي والعقوبات الإمريكية ، وروسيا لإستنزاف الإمريكان أينما وجدوا ، ومحاولة إقناع الحوثيين بتغيير قواعد الإشتباك من استهداف الملاحة الدولية المدنية، إلى الضرب في اللحم الإمريكي مباشرة، أي الأساطيل والجنود الأمريكيين ، وهو مالم يفعله الحوثيون لحسابات تتصل بمخاوفهم وبتوجيهات مركز القرار طهران.
البنتاجون هو الآخر يقدم تنازلات للحوثي، أهمها إعلانه الإنتقال من قصف الداخل الحوثي، إلى الإكتفاء بحماية الملاحة، دون السماح لقواته بمواجهة الصواريخ والمسيرات الحوثية، قبل وصولها مياه البحر الأحمر.
لاأحد يريد أن يسقط في عبارات الوصف الرديء للحوثي، ولكنه في الحقيقة هو كذلك ، يقدم عروضه ونفسه لمن يدفع ، وبهذا المعنى لا يستبعد أن تصل التقاربات الحوثية الروسية، إلى مستوى بالغ الخطورة، أي الإنفتاح الروسي على هذه الجماعة بالتسليح النوعي وحتى الخبراء ، وسط محاولات روسية لإقناع الحوثي مقابل مغريات ، بالتصعيد وصناعة أوكرانيا أُخرى للأمريكان في البحر، كما صنعت واشنطن للروس حرب عالمية على حدودها وفي قلب أوكرانيا، الروس لا يخفون هذا الهدف وقد سبق وأن صرح به بوتين ، بالقول المباشر أن بلاده ستسلح الدول والقوى مادون الدول اي الجماعات ، لإنهاك الدور الأمريكي وإجباره على مقايضة إستراتيجية: وقف محاصرة روسيا بالسلاح، والكف عن التمدد نحو حدودها بمنح عضوية الناتو لدول الجوار الروسي ، مقابل عدم إقلاق الإمريكان في مناطق سيطرتهم الإستراتيجية ، ومنها البحرين الأحمر والمتوسط ومناطق الثروات، وهنا يقدم الحوثي نفسه كأداة لمن يدفع أكثر .
الحوثي سيسعى للعب في المساحة الشاغرة بين طرفي الصراع الأمريكي الروسي، وسيقبض من كليهما : الأول بعدم إستخدام القوة الأمريكية المميتة ضده ، والثاني تقديم السلاح له مقابل تنفيذ الاجندة الروسية، بتخفيف الضغط على قواتهم في أوكرانيا.
هذا خط رفيع قد يصل بالحوثي إلى خاتمته ، في حال إستجاب لإستنزاف الإمريكي عسكرياً وإحداث إصابات في صفوفه وفق الطلب الروسي ، عندها سيصبح الحوثي شيء من الماضي.