لا شئ يردع الغطرسة العُمانية تجاه اليمن
سلطنة عمان ترحل ٢٨ من معتقلي جوانتانامو إلى اليمن، بعد أن أستضافتهم بإتفاق مع واشنطن، وقرار الترحيل نهائي بالإقناع أو بالإكراه.
اليمن الذي تنشط فيه تيارات الإرهاب الوافد والمقيم ، ويعاد تصنيعها محلياً من قبل بعض المستويات الحاكمة، ولاسيما الحوثي والإسلام السياسي ، سيمثل هذا الرافد الجديد مصدر إلهام وإنعاش للعمليات الإرهابية ، بما يمثله هذا السجن الإمريكي الكئيب كواحد من شعارات المظلومية التي تغذي فيه هذ المجاميع قواعدها ، وبوجودهم في وسط هذه الحاضنة ، سيحمل الإرهاب رمزية جاذبة لتجنيد المزيد من اليافعين، للإنخراط في طريق بلا رجعه ،وهو تكفير المجتمع وخوض ضده الحرب الدينية.
المؤسف أن يتحول اليمن إلى نفاية لكل شيء ،من خردوات ناقلات نفط العيسي التي تلوث البحار ،دون أن يقع تحت طائلة المساءلة ، إلى الإتجار بالسلاح مع دول القرن الإفريقي ، إلى خلق حقل تجارب لمذهبة المجتمع على النمط الإيراني، وخوض معارك الغرباء، وأخيراً ترحيل عُمان لنزلاء سجن جوانتانامو وهم من عتاة المتمرسين على العنف الجهادي.
سلطنة عُمان تتصرف وكأنها صاحبة السيادة على اليمن ، تتخذ قراراتها دون التشاور مع السلطات الشرعية ،لا تكتفي بالإنخراط بتهريب السلاح النوعي للحوثي والخبراء ، ولا بتحويل أراضيها إلى ملاذات آمنه لمختلف صنوف ومسميات الإرهاب ، وتفقيس منصات تلاقح بينهم، وتنسيق أوامر ومواقف عملياتية تدار من جهاز مخابرات القصر السلطوي ، بل ولأن لا شيء يردع توجهها العدائي تجاه اليمن ، الآن تبيعنا السلطنة ٢٨ إرهابياً لصناعة أكثر من قندهار في اليمن.
المشكلة الحقيقية ان لدينا في المؤسسة الشرعية ،من لا تعنيه سيادة البلاد وسلامة أراضيها ، لا تحتج ولا تمارس حقها السيادي في رفض والتصدي لهذه الممارسات الخطرة ،لا عبر القنوات الدبلوماسية ولا حتى بالمشاورات غير المعلنة.
قمة الغطرسة العُمانية القفز على الحكومة الشرعية، وأن تتصرف السلطنة وكأن ليس لدى البلاد سلطة شرعية ، وإنها ساحة للعبث والتجريب والتأجير وتغذية بالسلاح المهرب، والضخ المالي في حروب الإنابة.
مالا تسطيع السلطة الشرعية قوله من موقع مسؤولياتها ، أن هذه السلطنة حاضنة للحوثي ومطبخ تمرير سياساته، وأبوابها مشرعة له للتواصل مع الدبلوماسية الدولية ، وأن للإرهاب الحوثي مفقسة أُخرى وجناح ثانٍ يدار من أعلى مستويات السلطنة.
٢٨ إرهابياً دون ان ترفع الشرعية نقطة نظام، او تعترض وكأن هذا اليمن ليس يمنها.
لايهم أين سيحط الرحال بإرهابي جوانتانامو ، شمالاً لدى الحوثي أو جنوباً في المناطق المحررة ،ما يهم حقاً أن وجودهم خطر مميت على أمن وسلامة المجتمع، شمالاً وجنوباً فالإرهاب لايؤمن بالجغرافيا، ويلعب في مساحات الصراع المتداخلة ، ولايمانع ان يتم إستخدامة في التصفيات ضد الخصوم السياسيين وفي معارك السياسة ، عبر كواتم الصوت والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة.