اليمن

مليشيا الحوثي تحول السفارات إلى أوكار عسكرية.. انتهاكات دبلوماسية موثقة

أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية على تحويل السفارات والمقرات الدبلوماسية في العاصمة المختطفة صنعاء إلى مراكز لأنشطتها غير القانونية، في انتهاك صارخ لاتفاقية فيينا لعام 1961 التي كفلت حصانة هذه المؤسسات.

ووفقًا لتقرير صادر عن مركز (P.T.O.C.YEMEN) للأبحاث والدراسات المتخصصة، فقد رصد المركز هذه التجاوزات الخطيرة التي تقوم بها المليشيا الحوثية بدعم من النظام الإيراني، حيث استولت على 20 سفارة أجنبية وحولتها إلى أوكار عسكرية واستخبارية.

وكشف التقرير الصادر عن المركز أن هذه التصرفات تعكس نهجًا ممنهجًا لتكريس سيطرة الحوثيين على البنى التحتية الدبلوماسية لخدمة مصالحهم.

ويستند التقرير إلى مصادر ميدانية وصور أقمار صناعية، ويوثق كيف أصبحت السفارة البريطانية تحت سيطرة قوات “النجدة” الحوثية، حيث اتخذها أحد القادة السابقين المنتحل لمنصب وكيل وزارة الداخلية مسكنًا له، فيما تحولت السفارة القطرية إلى مخزن أسلحة ومقر للاجتماعات، مما يعرض السكان المحيطين للخطر.

وأشار تقرير المركز إلى أن السفارة اليابانية باتت مركزًا ماليا سريا تخزن فيه مليشيات الحوثي الإرهابية ما يقدر بمليار دولار إلى جانب مبالغ بالعملة السعودية لدعم جهاز الأمن والمخابرات الحوثي.

كما كشف التقرير الصادر عن مركز (P.T.O.C.YEMEN) أن السفارة السعودية تحولت إلى سكن لقيادات حوثية مثل صالح محمد دبيش وياسر صالح الشاعر، مع إنشاء ورشة لتجميع الطائرات المسيرة مدعومة بمنظومة طاقة شمسية، إلى جانب “هنجر” لتخزين وقود الصواريخ بعد نهب محتوياتها.

وفي سياق متصل، أوضح التقرير أن السفارة الأردنية أصبحت مقرًا لقوات الأمن المركزي الحوثي وسكنًا لقيادات سلالية، مع مركز معلومات تحت إشراف استخبارات الشرطة.

ووثق التقرير استخدام السفارة الليبية كمخزن أسلحة للأمن المركزي، بينما أصبحت السفارة الفرنسية مسكنًا للقيادي الحوثي يحيى قاسم أبو عواضة، مما يعكس استغلال الحوثيين للمقرات الدبلوماسية لأغراض شخصية.

وأكد تقرير المركز أن السفارة الروسية تُستخدم كمنصة للقاءات القيادية بعيدًا عن الاستهداف، في حين تحولت السفارة الكويتية إلى سكن لعبدالمجيد المرتضى، نائب وزير الداخلية المنتحل.

وفي تفاصيل إضافية، أظهر التقرير أن السفارة الصينية باتت مركزًا استخباريًا تحت إشراف أبو علي الحاكم، بينما تُستخدم السفارة العراقية كمركز اتصالات لشبكة إيرانية إقليمية.

وأشار تقرير مركز (P.T.O.C.YEMEN) إلى أن السفارة العمانية تضم قياديًا مجهولاً بنشاط ملحوظ، وربما عمليات سرية، بينما كانت السفارة الإثيوبية سابقًا مسكنًا لمحمد ناصر العاطفي.

وأضاف التقرير أن السفارة الأمريكية تُستخدم كمخزن للأسلحة والعربات المدرعة وموقع لتمويه تحركات القيادات خلال الغارات، مما يجعلها عرضة للاستهداف.

كما رصد التقرير تحول السفارة الألمانية إلى مقر لوحدة المنشآت، والسفارة الهولندية إلى مركز للوقائيين، بينما تُستخدم السفارة الهندية لتخزين ممتلكات منهوبة من المنظمات الإنسانية.

وأكد التقرير أن السفارة الماليزية أصبحت مقرًا للعمليات وسكنًا لقيادات أمنية، والسفارة الجيبوتية مركزًا للتحقيقات واجتماعات القيادات.

وخلص التقرير إلى أن هذه الانتهاكات تشكل جريمة حرب تستوجب المحاسبة الدولية، حيث نهبت المليشيا ممتلكات السفارات وحولتها إلى أدوات لدعم أنشطتها غير المشروعة.

وأكد المركز التزامه بمواصلة توثيق هذه التجاوزات التي تهدد أمن اليمن والمنطقة، وتعيق مسار السلام، في ظل تحدٍ مستمر من الحوثيين للقوانين والأعراف الدولية.

مقالات ذات صلة