الحديدة

تقرير دولي: الحديدة تعيش صيفا حارقا وأطفالها لا ينامون

أبرز تقرير في الإعلام الدولي المعاناة الإنسانية التي يعيشها أطفال الحديدة بعيدا عن التضليل الإعلامي الحوثي لسكان أكبر مدينة يمنية تقبع على ساحل البحر الأحمر غرب اليمن.

وقال تقرير نشره موقع DW، في نسخته العربية: أن سنوات من غياب شبه كلي للخدمات الأساسية وخاصة المياه والكهرباء. وتضاعفت معاناة الناس ولاسيما في مدن الساحل في صيف حارق كما نقلت عن عينات عشوائية من السكان قولهم لا نستطيع الخروج ولا البقاء في المنازل، بسبب حرارة الجو.

وأشار إلى إصابة أطفال الحديدة بأمراض جلدية متفاوتة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، في واحدة من أكثر المدن اليمنية الساحلية فقراً التي لا يشفع لها موقعها الاستراتيجي المطل على البحر للتخفيف من تبعات صيف اعتاد السكان على تخفيف وطأته بأجهزة الكهرباء.

ونقل عن مواطنين قولهم إن الحياة بانقطاعات الكهرباء وارتفاع أسعارها تصبح صعبة داخل المساكن وحتى خارجها بالنسبة للصغار على الأقل، إذ أن سعر كيلوواط الكهرباء المقدمة ارتفع إلى نحو 25 ضعفاً، عما كان عليه الحال قبل أكثر من سبع سنوات.

وقالت إحدى ربات الأسر في المدينة أنه تم رفع سعر كيلوواط الكهرباء إلى 250 ريالاً فيما تأتي الكهرباء مرتين إلى ثلاث مرات يومياً، وفاتورة كل أسبوعين تقصم الظهر. وتقول إنه من الجو الحار ما عاد نقدر ننام، كما أن الكثير من السكان يخرجون إلى الشارع للنوم إذا لم يكن لديهم أسطح، بحثاً عن نسمة باردة في حين أن الأطفال ما عادوا يستطيعون النوم من قسوة الجو الحار في الحديدة.

وعن الوضع في المديريات فقد أفاد المواطنون أنه ليس أفضل حالاً من مركز المدينة، كما هو الحال في مديرية الجراحي، فإن حرارة هذا الصيف مرتفعة جداً، حيث “الأطفال لا يستطيعون النوم بسبب الحر”، وكذلك “بعض كبار السن يلزمون بيتهم ولا يستطيعون الخروج وقت الظهيرة، في حين أن الكهرباء المتوفرة بمركز المديرية بأسعار تجارية تصل إلى 550 ريالاً يمنياً للكيلوواط.

وأضاف المواطنون أن تشغيل مكيف قد يعود بفاتورة تصل إلى 200 ألف ريال يمني، وهو ما لا يستطيع تحمل تكاليفه غير التجار. وهناك من لديهم دخل كافٍ لشراء طاقة شمسية تقوم بتشغيل المروحة ولمبة إضاءة في الليل، وأكدوا أنه بعد انقطاع الراتب ساءت الحالة كثيرا والكثير من الموظفين لا يستطيعون توفير لقمة العيش فكيف بالكهرباء.

وعن توفير البدائل الممكنة قال السكان أن أجزاء واسعة من البلاد لجأ المواطنون إلى الطاقة الشمسية للحصول على الكهرباء من الألواح، بقي تأثير المستوى المعيشي الكارثي حاضراً في قدرة الكثير من الأسر على توفير المنظومة الشمسية الكافية، مع كونها مثلت تحولاً إيجابياً فرضته الحرب باعتماد نسبة كبيرة من السكان على الطاقة النظيفة.

يشار إلى إن خدمات الكهرباء في الحديدة التي انقطعت رواتب موظفيها الحكوميين منذ أعوام في حين أن “الكهرباء التي توفرها سلطات الجماعة تُباع بالسعر التجاري، إذ ارتفعت من 7 ريالات للكيلوواط إلى 100 ثم 150 قبل أن تستقر مؤخراً على 250 ريالاً كما أن هناك صندوق خاص لدعم كهرباء الحديدة يتم تمويله بإضافة 8 ريالات على كل لتر مشتقات نفطية تصل الميناء.

وفي العام 2020، اتخذ الحوثيون قراراً بنقل الصندوق من المصرف المركزي في الحديدة إلى صنعاء مما فاقم معاناة السكان خاصة الأحياء القديمة المزدحمة من مدينة الحديدة .