اليمن

صور فضائية تكشف منشآت حوثية كبيرة تحت الأرض

كشفت صور للاقمار الصناعة تشييد الحوثيين منشآت عسكرية وتحصينات تحت الأرض للوقاية من الهجمات الجوية السابقة أو الحديثة .

وذكر باحثون في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تحليلهم لصور الأقمار الصناعية، أن الجماعة المسلحة، التي تسيطر على جزء كبير من البلاد، وتنفذ هجمات بحرية ضد الشحن في البحر الأحمر، قامت بتوسيع كبير للمنشآت العسكرية تحت الأرض واستخدموا الكهوف والأنفاق البسيطة، خلال أيامهم الأولى كجماعة مسلحة، إلا أنهم في الآونة الأخيرة سعوا إلى استخدام منشآت أكبر بكثير، حيث قاموا بتحديث أنظمة أنفاق الجيش اليمني قبل الحرب، وبناء منشآت جديدة تماما تحت الأرض.

جذور التشييد

وأشاروا إلى أن جهود البناء بدأت حتى قبل المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها،حيث كان الحوثيون يستعدون لصراع مستقبلي، ويقوون أنفسهم في حالة نشوب صراع في المستقبل.

وأوضحوا أنه بعد أن استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء، وأجزاء كبيرة من شمال اليمن في عامي 2014 و2015، بدأ التحالف، الذي تقوده السعودية، حملة جوية ضد الحوثيين والفصائل المتحالفة معهم في شهر مارس 2015 وفي مرحلة مبكرة من تلك الحملة، أصبحت المنشآت العسكرية اليمنية السابقة، الخاضعة حاليا لسيطرة الحوثيين، أهدافا رئيسية لقوات التحالف .

وبدأت أول فترة بناء رئيسية للحوثيين أواخر عام 2018، حيث انخفضت وتيرة الغارات الجوية للتحالف بشكل بارز وتجاوزت قوات الحوثيين تصميم الأنفاق الصغيرة لتبدأ بتحديث المنشآت تحت الأرض التي تعود إلى عهد صالح.

وتظهر صور الأقمار الصناعية أنقاضا يجري إزالتها من مداخل الأنفاق، ومسارات جديدة لمركبات تؤدي إلى الأنفاق، فضلا عن وجود مركبات تستخدم للإنشاءات في قاعدة الحفا العسكرية، ودار الرئاسة السابق، ومجمع التلفزيون اليمني في صنعاء.

ويشير ظهور أكوام كبيرة من نفايات الحفر، المعروفة أيضا باسم المخلفات، إلى أن العمل في قاعدة الحفا ربما شمل توسعة كبيرة للمنشأة الأصلية.

الهدنة لأجل الاستعداد للحرب

بعد أن وافق الحوثيون على هدنة مع التحالف، الذي تقوده السعودية في أبريل 2022، التي صمدت إلى حد كبير، شرعوا في أنشطة بناء أكثر توسعا تجاوزت تجديد وتوسيع المنشآت الواقعة تحت الأرض وتظهر ما لا يقل عن منشأتين جديدتين تحت الأرض قامت الجماعة ببنائها.

صور فضائية تكشف منشآت حوثية كبيرة تحت الأرض

وتعاظم التشييد في أواخر عام 2022، حين بدأ الحوثيون العمل في منشأة جديدة في وادٍ بالقرب من معقلهم المحلي في صعدة واعتبارا من شهر فبراير 2024، تظهر صور الأقمار الصناعية ثلاثة مداخل لأنفاق واسعة تكفي لاستيعاب مركبات ثقيلة، وأكوام كبيرة من نفايات الحفر في الموقع.

وأظهر موقعان آخران بالقرب من صعدة مميزات تتسق مع بناء منشآت عسكرية تحت الأرض، إلا أنه لا يمكن تحديدها بشكل قاطع على هذا الأساس و جرى العمل في قاعدة صواريخ سكود سابقة للجيش اليمني في جبل عطان في صنعاء.

اختارت الجماعة بناء منشآت كبيرة مرئية على صور الأقمار الصناعية، بدلا من التقيد الخاص بالأسلوب السري لبناء الأنفاق الذي تفضله جماعات مثل حماس وحزب الله.

ويثير حجم المداخل، الكبيرة بما يكفي لاستيعاب المركبات الثقيلة، تساؤلات حول ما إذا كان يمكن استخدام هذه المرافق تحت الأرض، التي جرى تجديدها وتشييدها مؤخرا، في نهاية المطاف لإخفاء أجزاء من ترسانة الحوثيين الإستراتيجية من الصواريخ والطائرات المسيّرة فيما تستهدف الضربات الغربية التحصينات الحوثية المتواجدة تحت الأرض بناء على معلومات استخبارية مباشرة عبر الأقمار الفضائية.