الحديدة

الغوص في ساحل اللحية سياحة في أعماق البحر والزمن

تهامة 24 ، تقرير خاص

من ساحل ابن عباس إلى بحر جابر ومن شاطئ دجنوه المليئ بشجر الشورى ( المنجروف) إلى الغوص في أعماق البحر الأحمر حيث الرزق الكامن تحت الماء.. هذه الأماكن هي رئة محافظة الحديدة الشمالية التي منع الحوثي العمل والنزهة فيها وقد يقتلها بتهوره إذا ما انفجرت ناقلة صافر التي تتربص بشواطئ اليمن الغربية وبأحيائها وحياتها البحرية .

عوالم من الجمال الأخاذ الذي لا يقدر ثمنه ولا أهميته رعاء الكهوف وأتباع الملالي في إيران وجنودها وخدامها المطيعين وسط هذا الإرهاب الحوثي الخميني يعيش أبناء مدينة اللحية احفاد الحضارة وقباطنة البحار.

الغوص في ساحل اللحية سياحة في أعماق البحر والزمن

تقع مديرية اللحية شمال غرب مدينة الحديدة وتبعد عنها بمسافة 175 كم عبر طريق الحديدة – جيزان الدولي ، ثم الزهرة – اللحية 40 كم ، مركزها الإداري مدينة اللحية التي تأسست في القرن السابع الهجري وهي ميناء طبيعي على البحر الأحمر كان من أهم الموانئ الرئيسية اليمنية لتصدير البن .

يتوزع سكان مديرية اللحية اليوم على 136منطقة وتجمعاً سكنياً تضمهم بالإضافة إلى مدينتي اللحية والخوبه 12 عزلة أخرى منها (بني جامع – ربع الحضرمي– ربع الشام– مور– ربع الوادي– الزعليه – البعجيه- ربع الهجن – الدوس والسفياني) .

وتتنوع الأنشطة الاقتصادية لسكانها بين و الاصطياد البحري والزراعة وتربية الإبل والمواشي وصناعة السفن التقليدية والتجارة والمشغولات اليدوية الحرفية

عرفت اللحية واشتهرت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي كميناء يمني لتصدير البن والمرجان الطبيعي واللؤلؤ الطبيعي الذي كان يستخرجه الأهالي من أعماق البحر وتصديره .

من أشهر علمائها القدامى العلامة الصوفي أحمد بن أبي بكر بن محمد الزيلعي وإبراهيم بن حسن الناشري وإبراهيم بن حسن الجبلي والعلامة عبد الهادي مقبول وعثمان بن إبراهيم بن عبد الله الزيلعي .

الغوص في ساحل اللحية سياحة في أعماق البحر والزمن

ويعتبر -مسجد الزيلعي – من أقدم الجوامع في مدينة اللحية تم بناءه عام 444هـ تقريباً طبقاً للنص المكتوب بخط كوفي على حجر أسود مثبت في أحد جدرانه الداخلية وجدد عمارته عام 650هـ الفقيه أحمد بن أبي بكر الزيلعي المتوفي سنة 704هـ والذي لازال ضريحه معروف ضمن المرافق التابعة للجامع.

تعد مدينة اللحية مدينة قديمة اشتق تسميتها على الأرجح من تصغير كلمة لحية الرجل كون مياه البحر تحيط بها من غربها على شكل نصف دائري وهي ميناء قديم لليمن لتصدير البن واللؤلؤ والمرجان الطبيعي تتميز مبانيها القديمة بطابعها المعماري الفريد وواجهات منازلها المزخرفة .

ولأن اللحية جزء من دلتا وادي مور اكبر اودية اليمن الغربية ، فان ذلك يعني ان السيول القادمة من الجبال الغربية لليمن تصل الى البحر محملة بالطمي الأمر الذي جعل من شاطئ اللحية ليس فقط اهم المواقع التي تتكاثر فيها الاحياء البحرية الهامة التي يتم تصديرها الى الخارج مثل الروبيان وخيار البحر ، ولكنها ايضاً وبالنظر الى وجود غابات كبيره من اشجار المنجروف (الشورى ) بيئة طبيعية مهمة لتكاثر العديد من الاحياء البحرية .

بلغت مدينة اللحية أوج تطورها وازدهارها خلال العصر الحديث حيث مثَلت الى جانب المخا اهم موانئ تصدير البن اليمني الشهير الى العالم الخارجي ، بالاضافة الى سلع ذات منشأ بحري مثل اللؤلؤ والمرجان والملح ، وقد تسبب ذلك في ان اللحية والمخا كانتا مسرحاً لصراع قوى النفوذ الدولية وتعرضتا الى جانب الحديدة لموجات من الهجوم البحري من قبل الاساطيل الغربية وكان آخر اعتداء تعرضت له تلك المدن ابان الحرب العالمية الثانية على يد الاسطول الايطالي .

كانت مدينة اللحية الميناء الذي حلت به البعثة الدنماركية الشهيرة بقيادة كريستين نيبور علم 1762م ومنها بدأت البعثة رحلة الاستشراق في اليمن ، وفي اللحية قوبل نيبور وفريقة بالترحاب وتم انزالهم منزلاً كريماً فترك هذا الامر اثراً طيباً في نفس نيبور فآثر البقاء- دون افراد فريقه – فيها اطول فترة قضاها في اليمن ، تمكن خلالها من دراسة تفاصيل ومفردات الحياة فيها فخرج منها بمجلد يحكي بين دفتيه قصة هده المدينة بكل تفاصيلها .

ابان الإحتلال العثماني لليمن اكتسبت اللحية وميناؤها أهمية اضافية حيث عُززت بالحماية عبر اقامة القلاع والابراج البحرية وقد شكلت تلك الابراج والقلاع منظومة دفاعية متكاملة ،بدأ العثمانيون بناءها مند القرن السادس عشر الميلادي وهناك اكثر من 14 قلعة في اللحية وما يليها من الشمال والجنوب على الساحل.

وتحتل مهنة الاصطياد والغوص مكانة هامة لدى سكان اللحية وتوجد انشطة اقتصادية اخرى مثل الزراعة والرعي والصناعة والخدمات وفي مدينة اللحية ينعقد سوق اسبوعي كل يوم احد مما يؤدي الى توفير منافع اقتصادية مهمة لسكان المدينة ويشتهر ابناء اللحية بمهاراتهم في صناعة الفخار لكنهم يهتمون اكثر بصناعة القوارب وينظرون اليها باعتبارها مهنة مريحة بالنسبة اليهم .

الغوص في ساحل اللحية سياحة في أعماق البحر والزمن

في شاطئ اللحية يوجد نوعان من اشجار المنجروف الاسود والاحمر حسب التصنيف العلمي ، وقد شكلت اشجار المنجروف اسواراً خضراء على طول ساحل اللحية ، و ساعد على وجودها كثافة دلتا وادي مور التي شكلت مع العصور منطقة سبخات وهذا النوع من البيئات تساعد على نمو المنجروف .

وبحسب العلماء فان الاهمية البيئية لغابات المنجروف تتمثل فيما تشكلة من آلية طبيعية تحمي الشواطئ من الانجراف والتآكل فضلاً عن ان هذا النوع من النباتات البحرية ينمو في الخلجان والمراسي بصورة كثيفة تضمن تواجد الكثير من الاحياء البحرية مثل الاسماك والقشريات والجمبري والمواد النباتية الطبيعية ، كما ان اهمية نباتات المنجروف تكمن في انها تشكل محاضن طبيعيةلبيض الاسماك والقشريات وفي مقدمتها الجمبري او الروبيان او خيار البحر ،الذي يغوص الصيادون هناك لبيعه بثمن باهظ ولذلك سعت المليشيات لمنع الغوص وسرقته لصالح قياداتها الإرهابية . كما انها توفر محطة استراحة بحرية هامة للطيور المهاجره من الشمال الى الجنوب .

لا تذكر اللحية الا ويذكر معها اللؤلؤ والمرجان ، فقد كانا من أهم البضائع التيتصدرها سفن التجارة التي تنطلق من ميناء اللحية إلى أرجاء العالم ، وفي الوقت الذي اختفى فيه نشاط اللؤلؤ ، فان الشعاب المرجانية ما تزال تزين البيئة البحرية المتاخمة لمنطقة اللحية .

وتمثل الشعاب المرجانية في اللحية جزءاً من الحيد المرجاني الموجود في البحر الاحمر والذي يضم 176نوعاً من المرجان مما جعل الشعاب المرجانية من اغنى البئيات بالأحياء البحرية حيث اسماك الزينة ذات الألوان الزاهية والبالغة الجمال تزين منطقة الشعاب المرجانية في بحر اللحية .

الغوص في ساحل اللحية سياحة في أعماق البحر والزمن

وفي محيط الجزر المقابلة لشاطئها والتي تصل الى 30 جزيرة شكل بيئة هامة لوجود هذا التنوع البديع في الشعاب المرجانية .

وتشكل الشعاب المرجانية بيئة جاذبة لنوع من السياحة المحفوفة بالمغامره والتشويق والمتعة ، هي سياحة الغوص ومن المؤكد ان مستوطنات الشعاب المرجانية في اللحية ستشجع لاقامة مراكز غوص منافسة في البحر الاحمر خصوصاً مع وجود جزر هادئة وبالغة الجمال غير أن واقع الحال تحت المليشيات قد نسف كل هذه الطموحات للمجتمع المحلي .

تلك هي أذا مدينة اللحية بساحلها البديع وقلاعها وجبل الملح فيها وشعابها المرجانية القرمزية وجزرها الهادئة وبحرها السياحي ومراكز الغوص فيها ومراكز الإنزال السمكي التي يرتادها مئات الصيادين وهم يستغيثون برجال اليمن من ظلم الكهنوت الإيراني المتسلح بآلة الموت الطائفي والذي ملأ أماكن الغوص فيها بألغامه البحرية الغادرة إرضاءا لغرور طهران ليتم قهر أبناء المدينة الشرفاء ويحرم الصيادين فيها من حرفة الغوص التي ألفوها منذ زمن بعيد ، فمن يخلص هذه الجوهرة الفاخرة من رعاة مران وعساكر طهران .