دولي

الجامعة العربية تدين استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة وتحذر من اجتياح رفح

أدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين بشدة استمرار الإبادة الجماعية وعدوان الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بمختلف الأشكال الإجرامية، بما فيها إخضاع المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة للمجاعة وممارسة التهجير القسري ضدهم والتدمير الممنهج لكل أشكال الحياة في القطاع.

وحذر المجلس، في قرار أصدره في ختام أعمال دورته غير العادية التي عقدت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة اليوم، من أن اعتزام جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياح مدينة رفح الفلسطينية سيعني مذبحة جديدة للشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن ذلك سيفضي إلى تفجير الأوضاع بما لا يمكن السيطرة عليه، وهو الأمر الذي سيشكل جريمة نكراء تضاف إلى جرائم العدوان الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني.

واستنكر المجلس تواصل جرائم العدوان الإسرائيلي واسعة النطاق ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، واقتحامات المسجد الأقصى المبارك ومحاولات تدنيسه والانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة للوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس ومقدساتها، فضلا عن تصاعد إرهاب المستوطنين وهدم المنازل وحرق وتخريب المزارع والممتلكات واعتقال آلاف الفلسطينيين في ظروف غير إنسانية.

ودعا مجلس جامعة الدول العربية مجلس الأمن الدولي مجددا إلى اتخاذ قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يضمن امتثال إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، ويجبرها على وقف عدوانها ضد الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية له، وفق الآليات الإلزامية التي يوفرها الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لضمان انصياعها لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والأمرين الصادرين عن محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية.

كما استنكر استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض الفيتو ضد حصول دولة فلسطين على حقها في العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، الأمر الذي يوضح عدم وفاء الولايات المتحدة بمتطلبات وأسس السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وعدم انسجامها مع مواقفها المعلنة الداعمة لحل الدولتين، ومع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، داعيا المجتمع الدولي إلى إعمال خيار الاتحاد من أجل السلام في حالة استمرار عجز مجلس الأمن عن اتخاذ التدابير المناسبة لحماية الشعب الفلسطيني.

وطالب مجلس الجامعة العربية الولايات المتحدة بمراجعة مواقفها المنحازة للاحتلال الإسرائيلي والتي تحول دون إحلال السلام وتطبيق حل الدولتين وممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وتجسيد استقلال دولة فلسطين على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس.

كما طالب الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بوقف تصدير السلاح والذخائر ووقف تمويل إنتاج الطائرات بدون طيار التي تستخدمها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، بما يشمل قتل عشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير بيوتهم ومستشفياتهم ومدارسهم وجامعاتهم ومساجدهم وكنائسهم وبنيتهم التحتية وجميع مقدراتهم.

ودعا مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، إلى سرعة الاعتراف بها من أجل إنقاذ فرص السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، معربا عن ترحيبه بموقف الدول التي صوتت على حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وتقديم الشكر للدول التي أعلنت الاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة.

وطالب آليات العدالة الدولية بإجراء تحقيق مستقل حول المقابر الجماعية التي تم الكشف عنها في مجمعي الشفاء وناصر الطبيين في قطاع غزة، والتي انتشلت منها مئات جثامين الشهداء، وكذلك الاستهداف المتعمد بالقتل لفئات بعينها مثل الأطقم الطبية والأممية والصحفيين وأساتذة الجامعات والأطفال والنساء، لجعل قطاع غزة مكانا غير قابل للعيش فيه.

كما دعا إلى دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا وحمايتها من مؤامرات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة لتصفيتها، مرحبا باستئناف بعض الدول مساهماتها في الوكالة، كما حث الدول التي جمدت دعمها على استئنافه، لا سيما بعد أن كشف تقرير لجنة المراجعة المستقلة المكلفة من الأمم المتحدة لعمل الأونروا زيف ادعاءات الاحتلال ضدها، وأكدت حيادية الوكالة ومهنيتها وأنه لا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها.

وطالب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين مجلس السفراء العرب وبعثات جامعة الدول العربية بالخارج، بالعمل على تحقيق مضامين هذا القرار من خلال وزارات الخارجية والأجهزة المعنية في دولة الاعتماد والمنظمات المعتمدين لديها، كما طلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية متابعة تنفيذ القرار وتقديم تقرير إلى المجلس في دورته المقبلة.