زيارة طارق صالح لجبهة الحديدة.. هل اقتربت معركة الحسم واستعادة المدينة؟!

زيارة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي _ قائد القوات المشتركة طارق صالح، يوم أمس الأربعاء، إلى المتارس الأمامية في جبهة محافظة الحديدة ولقاؤه بعدد من قادة وضباط وأفراد الألوية التهامية، تشكل خطوة ذات أبعاد استراتيجية تتجاوز مجرد تفقد القوات، إذ تشير إلى مرحلة استعداد وتحضير لخطوة كبرى ينتظرها أبناء تهامة والجمهورية بامتدادها الجغرافي ومسماها الحقيقي، وقد تكون هذه الخطوة نهاية لحقبة الهدنة الأممية التي ولدت مشوهة وذبحتها الأيادي الإيرانية الحوثية لحظة ولادتها، وبداية لمعركة تحرير الحديدة بالكامل من قبضة مليشيا الحوثي، والتوجه نحو العاصمة المختطفة صنعاء.
نعم.. حملت الزيارة التي قام بها العميد طارق صالح، إلى المتارس الأمامية بمحافظة الحديدة رسائل واضحة ومؤشرات على تحولات قادمة، تؤكد أن ملف الحديدة عاد إلى الواجهة في ضوء المستجدات الميدانية والسياسية الإقليمية والدولية، ومن المؤكد أن هناك خطة جديدة وجاهزة تتجاوز قيود التهدئة السابقة، التي كانت من طرف واحد، “القوات المشتركة”، امتثالًا للاتفاقيات والقرارات الدولية، وفي مقدمتها اتفاقية ستوكهولم.
وبقدر ما جاءت الزيارة للتأكيد على جاهزية الألوية التهامية، والزرانيق، والعمالقة، والقوات الوطنية المرابطة في الحديدة، والإشراف على مدى الاستعداد القتالي القادر على التعامل مع السيناريوهات القادمة، فقد حملت أيضا رسالة دعم وتحفيز للمقاتلين، مفادها أن قيادتهم تقف معهم، وتتابع أوضاعهم، وتدرك حجم التضحيات التي يقدمونها، كل ذلك إيمانا بالدور المحوري الذي تضطلع به هذه القوات في تحرير واحدة من أهم محافظات اليمن “الحديدة”، التي تمثل شريان اقتصادي وعسكري للمليشيات، واستعادتها تعني قطع طريق الإمداد الحيوي الإيراني لهم، وتأمين منفذ استراتيجي مهم للشرعية.
ختاما.. القوات المشتركة في الحديدة، بكل تشكيلاتها، جاهزة لأي خيار، والقيادة السياسية والعسكرية تضع نصب أعينها تحرير المدينة واستكمال ما بدأته المعارك السابقة.. والسلطة المحلية أعدت خططها ودراساتها لتأمين المدينة وإعادة تطبيع الحياة وتحقيق الاستقرار والعدالة، ومعالجة كل ما دمرته الأيادي الظلامية في كامل مدينة الحديدة ومديريات المحافظة، وذلك بتعاون صادق وسخي من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.