انتصارات الحوثيين الوهمية.. مرة أخرى!

بقلم جمال العوضي
كعادتهم، يعيش الحوثيون حالة من النشوة الوهمية بعد القرار الأمريكي المؤقت بالسماح باستيراد النفط إلى المناطق الخاضعة لسيطرتهم حتى 5 أبريل/نيسان 2025. فهم يهللون ويصفقون كما لو أنهم حققوا نصراً دبلوماسياً، بينما الواقع مختلف تماماً.
لم يكن هذا القرار نتيجة “قوة سياسية” أو “نجاح تفاوضي” كما يزعمون، بل جاء استجابةً لطلب أممي يهدف إلى تخفيف الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني، وهي أزمةٌ صنعها الحوثيون أنفسهم بسياساتهم القمعية ونهبهم للموارد وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.
أولئك الذين لم يُراعوا قط الاحتياجات الإنسانية، ولم يُبالوا بمعاناة ملايين اليمنيين، يُوهمون أنفسهم فجأةً بأن العالم يرضخ لهم. في الواقع، ليسوا سوى أداة ضغط مؤقتة في لعبة جيوسياسية أوسع نطاقًا.
قرار إنساني كان من المفترض أن يحمي المدنيين من كارثة إنسانية، يحتفل به الحوثيون الآن باعتباره انتصارًا سياسيًا! هذا هو حالهم: أسياد العروض المسرحية، ورواة الانتصارات الوهمية.
يواصل الحوثيون محاولاتهم اليائسة لخداع أنصارهم عبر فيديوهات ورسوم كاريكاتورية مفبركة، مدّعين زورًا أنهم دمروا سفنًا عسكرية أمريكية في البحر الأحمر. بل ويذهبون إلى أبعد من ذلك، زاعمين أن حاملات الطائرات والسفن الحربية الأمريكية فرت من المنطقة خوفًا مما يُسمى قوتهم.
هذه ليست سوى أكاذيب دعائية تهدف إلى خلق وهم القوة التي لا تُقهر بين أتباعها. في الواقع، تواصل البحرية الأمريكية هيمنتها وترد على تهديدات الحوثيين باستراتيجيات مدروسة بعناية.
يعيش الحوثيون في واقعٍ موازٍ، حيث تُصنّع أجهزتهم الإعلامية انتصاراتٍ وهمية، بينما يفضح الواقع زيف رواياتهم يومًا بعد يوم. لم تُدمّر أي سفينة، ولم تُسحب أي حاملة طائرات، ومع ذلك يُصرّون على بيع الأوهام لجمهورهم.
وهذه مجرد حلقة أخرى في حملة التضليل الحوثية التي لا تنتهي.