مقالات

أذرع إيران: خراب العرب وتجارة القضية

منذ الثورة الإيرانية في عام 1979، بدأت إيران بمد نفوذها عبر أذرعها العسكرية والسياسية، مما أثر بشكل كبير على الدول العربية وأدخلها في أزمات مستمرة. هذه الأذرع، مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق، أصبحت أدوات في خدمة السياسات الإيرانية، مما أدى إلى تعزيز الانقسامات السياسية والطائفية في المنطقة.

فلولا أذرع إيران الإرهابية التي أرهقت دولنا العربية، وتواطأت مع الأمريكيين والإسرائيليين والإيرانيين في آن واحد، تنكيلاً بأهل السنة في سوريا والعراق ولبنان واليمن وبعض الدول العربية الأخرى، وتآمرت على إسقاطها، لما تجرأت الطائرات الإسرائيلية والأمريكية والإيرانية على اختراق المجال الجوي لأي دولة عربية.

فأنتم من تآمرتم على صدام حسين وقتلتموه، ففي عهده لم تجرؤ أمريكا ولا إسرائيل على اختراق مجال أي دولة عربية جوًا.

لقد كان للاعتماد الإيراني على هذه الأذرع دور كبير في تدمير الدول العربية، فدعمها المستمر للميليشيات المسلحة جعل هذه الأذرع تتجاوز الحدود الوطنية لمضايقة الأنظمة العربية. على سبيل المثال، في سوريا، استخدمت إيران “حزب الله” والمليشيات الأخرى لدعم نظام الأسد في حربه ضد المعارضة، مما تسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية وتهجير ملايين السوريين. بينما في العراق، ساهمت الميليشيات المدعومة من إيران في زعزعة استقرار البلاد بعد الاحتلال الأميركي عام 2003، مما فتح المجال لتوسع الفوضى والتطرف.

إن ما نشهده اليوم من دول عربية منهكة وجيوش محطمة هو نتيجة مباشرة لأعمال هذه الأذرع الإيرانية الخبيثة التي أضعفت أوطاننا وأهانت سيادتها، خدمة لأجندات الغرب ومخططات إيران التوسعية في الشرق الأوسط والمنطقة العربية.

إن الأذرع الإيرانية لا تكتفي بتدمير الكيانات الجيوسياسية فقط، بل تستغل أيضًا القضية الفلسطينية كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية. تتظاهر هذه الأذرع بدعم فلسطين، بينما في الحقيقة، تقدم خدمة لمصالحها الخاصة وأجنداتها التوسعية. في الوقت الذي سقط فيه العديد من الشهداء العرب دفاعًا عن فلسطين، نجد أن هذه الأذرع الإيرانية لا تمتلك الحق في التحدث باسمهم، كونها ساهمت في إضعاف الجيوش العربية وتقويض سبل الدعم الحقيقي للقضية.

لذا، لا يحق لأذرع إيران الإرهابية، من أحزاب وتنظيمات الخراب، أن تزايد علينا باسم القدس والقضية الفلسطينية، وأنتم من جلبتم هذا الضعف لدولنا العربية. نعم، لا يحق لهم المزايدة، لأن شهداء الجيوش العربية قدموا أرواحهم على أرض فلسطين قبل أن تولد إيران الخمينية.”

مقالات ذات صلة