مقالات

من الذي جاء بكارثة 21 سبتمبر ؟!

محمد عبدالله القادري

الحوثية أوهن من بيت العنكبوت ، وكانت محاصرة في مساحة ضيقة بمحافظة صعدة .

والسبب وراء تقدمها وتمددها حتى انقلابها على الدولة واستمرار سيطرتها حالياً على شمال اليمن يعود إلى أن جميع اليمنيون شاركوا بصنعها وتقويتها لتكون كارثة حلت على الكل واكتوى بنارها الجميع.

جميع الاحزاب.

غالبية القبائل.

الشماليون والجنوبيون.

الوحدويون والانفصاليون.

الكل ساهم بتقوية الحوثية والجميع اكتوى بنارها ، والمطلوب أن يعترف كلاً بخطأه ، بل والمفروض ان يتوحدوا جميعاً لتحرير اليمن بكامل ترابه.

كان الانقلاب الحوثي الذي سيطر على صنعاء في 21 سبتمبر 2014 بمثابة الكارثة ، لكن الكارثة الأكبر اننا اكتشفنا اننا كان لدينا أحزاب بلا وطنية وقبائل بلا هوية يمنية وجيش بلا مبدأ ومشروع دولة هش.

وقف حزب الاصلاح مع الحوثي نكايةً بالمؤتمر ، ثم وقف المؤتمر مع الحوثي نكاية بالاصلاح ، ووقفت الاحزاب الأخرى ذات الطابع القومي مع الحوثي نكاية بالاصلاح والمؤتمر ، فقضى الحوثي على كل تلك الأحزاب والتعددية السياسية ، ليتضح ان ما فعلته نتيجة افتقادها للنظرة الوطنية والبرنامج والمبدأ الوطني وبعضها يفتقد أيضاً للقومية التي يدعيها.

بعض من حاملي القضية الجنوبية ساندوا الحوثي وفق مخطط يمكنه من السيطرة للشمال ويكون عوناً لهم في انفصال الجنوب ، وما ان سيطر الحوثي على صنعاء والشمال اتجه نحو الجنوب وعدن للسيطرة وبسط النفوذ .

وهذا يدلل على ان مشروع الحوثي لن يتوقف في جزء من اليمن بل يسعى للسيطرة على اليمن والخليج بشكل عام ، وهو ما يعني ان بقاء الحوثي في الشمال هو بقاء الخطر الذي يهدد الجنوب والخليج والتأمين يتطلب القضاء عليه بشكل تام.

قبائل بلا هوية يمنية.

للقبيلة اليمنية أعراف وعادات حميدة ، تتمثل في التوحد والوقوف ضد من يأتي لافساد مجتمعها وارتكاب الجرائم داخل مناطقها كتفجير المنازل والسلب والنهب.

لو كانت القبائل اليمنية تمتلك الهوية اليمنية وملتزمة بالاعراف لما استطاع الحوثي ان يخرج من صعدة.

والمؤسف ان غالبية القبائل هبت لمساندة الحوثي والترحيب به بدل من الوقوف ضده وردعه.

لو توحدت قبائل كل محافظة بالشمال بموقف واحد ضد الحوثي لتحررت كل الشمال بداعي النكف القبلي.

جيش بلا ولاء وطني.

كيف تقدم الحوثي بهذه السهولة وسيطر على صنعاء والشمال واتجه نحو الجنوب.

أين تلك الجيوش والمناطق العسكرية والألوية والقوات والأسلحة.

هذا يدل أننا كنا لا نمتلك الجيش الموحد ذو الولاء الوطني.

قبل عام 2011 كان لدينا جيش ولكنه جيش منقسم في التبعية نصفه يتبع صالح والآخر يتبع الاصلاح.

بعد عام 2011 تم هيكلة الجيش وهو الأمر الذي اضعفه أكثر مما سهل الأمر للحوثي للتقدم والسيطرة والتقدم.

المشكلة تكمن في عدم بناء جيش وطني موحد وفقاً لما تتطلبه المصلحة الوطنية وتحقيقاً لأهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة ، ولو وجد ذاك لما تأثر الوطن بأي احداث داخلية وانتقل لسيطرة الميليشيات الحوثية.

بلا دولة .

سيطرة الحوثي وانقلابه على الدولة في صنعاء بسهولة يدلل على أننا كنا بلا دولة.

او اننا كان لدينا دولة مشروعها هش .

صحيح انه كان لدينا دولة قبل عام 2011 ولكن ليست ذات مشروع قوي بالشكل المطلوب ، بعد عام 2011 تم الانتقال لمرحلة ضعف الدولة وليس لمرحلة تقويتها ، وهذا ما سهل الأمر للحوثي للانقلاب على الدولة في صنعاء والقضاء عليها.

استقرار اليمن بشماله وجنوبه وتأمينه وتحريره .

يتطلب احزاب ومكونات وقوى ذات توجه وطني ، تنظر للمصلحة الوطنية ، وتعتقد ان الوطن هو حزب الاحزاب وان الحزب من أجل الوطن وليس الوطن من أجل الحزب.

مجتمع ذات هوية يمنية وعربية.
جيش موحد ذو الولاء الوطني.
مشروع دولة قوي وناجح.