محمد رسول الله في سجون الحوثي

محمد عبدالله القادري

منذ ان وطأت اقدام ميليشيات الحوثي الارهابية على صنعاء وما جاورها من المحافظات ، قامت بوضع ملصقات في جدران السجون الداخلية وبالذات التي تتبع الأمن والمخابرات تحمل شعار المولد النبوي الذي فيه اسم النبي محمد وآية قرآنية مرفقة تأريخ عام قبل ثمان سنوات أي في أول عام قام الانقلاب.

يدخل المسجون ويتبادر إلى ذهنه ان هذا السجن تبع النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، وان ميلاده كان ميلاداً للسجون والتعذيب.

تقرأ الآية المرفقة بلمصق المولد “وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين”.

وترى نفسك في زنزانة انفرادية مساحتها مترين في متر ، وتتبول في علبة نحاسية ولا يسمح لك للحمام إلا ثلاث مرات فقط ، والتغذية سيئة وليس هناك رعاية صحية وممنوع عنك الزيارات ويعذبوك نفسياً وجسدياً بالكهرباء والضرب وغيرها.

العام الماضي في مثل هذه الأيام كنت في سجون ميليشيات الحوثي ، فتح لي السجان باب الزنانة للذهاب للحمام ، قلت له اخرجونا من السجن بمناسبة المولد النبوي فارحمونا وأشفقوا علينا من الحال الذي صرنا فيه وذكرته بالآية المكتوبة في الملصق ” وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين”.

فرد عليا قائلاً أنت محرض إعلامي ضد الرسول محمد وضد آله وضد المسيرة القرآنية، وقرأ آية ” محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم” ،

فهمت من كلامه ان الحوثية تتعامل معنا بقسوة من باب نظرتهم إلينا بأننا كفار ،

في المساء فتح السجان نافذة الزنزانة الصغيرة وذكرني بمقالات كتبتها ونشرتها سابقاً قبل اعتقالي تنتقد احتفالهم بالمولد ، كنت قد نسيتها لكنهم يتذكروها ، ومنها مقال يحمل عنوان 12 سبب تمنع الاحتفال بالمولد النبوي ، ومقال يحمل عنوان الحوثيون يحتفلون بذكرى موت الرسول .

رديت عليه قائلاً : والله اني أحب الرسول أكثر منكم ، أما أنتم فتسيئون إليه .

أظهرتم النبي مجرد نهاب تنهبون الناس وتسرقونهم تحت دعوى الاحتفال بميلاده رغم ان مولده ولدت النفقة واعطاء الفقير والمحتاج.

اظهرتم النبي مجرد شعارات ورنج أخضر واحتفالات وحاربتم اخلاقه وسنته والرحمة التي تعامل بها وجسدها في حياته.

اظهرتم النبي مجرد سجان يعتقل ويعذب ويستبد وهو الذي جاء لاخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد.

أسمعوا يا حوثيين ، صدقوني لو عاد النبي محمد عليه الصلاة والسلام حي ستسجنوه جنبي هنا بالزنزانة وستقولون له أنت لطشت الرسالة على علي .

رد عليا ذلك السجان غاضباً وقالي لي وعادك بتزيد تحرض على علي ، هيا اجلس بقعتك ، واغلق نافذة الزنزانة ومضى.