مقالات

تعذيب المختطفين في قضية الشهيد المكحل

هناك في أقبية سجون جهاز الأمن والمخابرات بمدينة إب ، يتم تعذيب المختطفين الذين أختطفتهم ميليشيات الحوثي الإرهابية على ذمة قضية الشهيد المكحل الذي مثلت جنازته خروج جماهيري مندد بجرائم الحوثي بداية رمضان الفائت.

كنا قد تجنبنا الحديث عن قضية الشهيد المكحل أملاً على أن يكون هناك افراج لأولئك المختطفين وخوفاً أن يكون كلامنا له تأثير عليهم تتخذه الحوثية كذريعة أن هناك ارتباط لأولئك المختطفين مع جهات في المناطق المحررة وتنسيق معهم وهو الأمر الذي لم يكن وليس هناك أي دليل حصلت عليه الميليشيات ضد أولئك الذين خرجوا من ضمن جماهير غفيرة عبرت عن حقيقة شعور الناس تجاه تلك الميليشيات الإجرامية المتغطرسة في إب.

ولكن إلى الآن لم تفرج الميليشيات عن أولئك المختطفين، بل لا زالت متمادية في سجنهم وتعذيبهم، وهذا يفرض علينا أن لا نسكت وأن نناصرهم حتى نحصل على ضغط كبير  يفرض على الميليشيات الإفراج عنهم.

في أواخر رمضان الفائت أفرجت الميليشيات عن عدد من الذين اختطفتهم في سجون محافظات  أخرى عبر عفو عام كما تدعي ولكنها لم تفرج عن هؤلاء المختطفين أبناء إب.

أفرجت الميليشيات عن المومري والمصباحي وأحمد حجر ولكنها لم تفرج عن الناشط عيسى العذري ابن إب الذي اختطفته لنفس سبب اختطاف أولئك وفي نفس الوقت.

وهذا ما يدل على أن الميليشيات الحوثية تعامل أبناء إب بشكل أسوأ مما تعامل به البقية وتحمل حقد دفين تجاههم.

أساس قضية الشهيد المكحل في الفترة الأخيرة هو أنه قام بنشر مقطع فيديو ينتقد فيه أسرة هاشمية في مدينة إب تتعامل بتجبر وغرور وتريد اذلال الناس مستمدة قوتها من الحوثية أبناء عمومتها ، فقامت الحوثية بسجته وتعذيبه في السجن حتى الموت ، وهدفهم مما حدث هو ايصال رسالة لأبناء إب مفادها انه من يعترض وينتقد أي هاشمي سيكون مصيره السجن والقتل.

أي تريدنا أن نكون نحن أبناء إب نقدس الهاشميون كتقديس الهندوس للبقر  ، ومن يخالف ذلك سيكون مصيره كمصير الشهيد المكحل.

في عهد الإمامة الزيدية التي كانت تغتصب إب وتحتلها  بمساندة قبائل الهضبة لينهبوها ويمارسوا الاذلال والظلم ، كانوا أيضاً يجعلون شخص الهاشمي بمقام المقدس ، ويجعلون الناس يقبلون اقدام السيد.

وحوثية اليوم المحتلة لإب  تمارس نفس التوجه ولكن بشكل آخر ، فمن ينتقد أي هاشمي ولا يتودد له ويثني عليه فمصيره السجن والموت.

يتعرض المختطفون في قضية الشهيد المكحل لتعذيب جسدي ونفسي.

بعضهم في زنازين انفرادية يتبولون في علب بلاستيكية ولا يسمح لهم بالخروج للحمام غير ثلاث مرات فقط في اليوم.

تم ابتزاز أهاليهم مادياً من أجل الإفراج عنهم ولم يتم ذلك.

أخذوا من أهالي كل مختطف مايزيد عن خمسة مليون ريال بإجمالي مبلغ يزيد عن مائة مليون لعدد عشرين مختطف ، مع تهديد المختطفين أن لا يتحدثوا بتعرضهم لأي تعذيب وتهديد أهاليهم أن لا يتحدثوا عن تعرضهم لأي ابتزاز.

من يقوموا بالتعذيب والابتزاز هم قيادات حوثية تنتمي لصعدة وعمران وصنعاء  كالمدعوا أبو هاشم رئيس جهاز المخابرات والمدعو الحسن عمليات الجهاز والمدعو أبو علي السراجي قائد ما يسمى مكافحة الإرهاب وشخصيات أخرى.

ولذا ندعو جميع المنظمات والأطر الحقوقية والمجتمع الدولي ادانة ما يفعله الحوثي والضغط عليه للإفراج عن المختطفين أبناء إب.