القضايا الوطنية لمواجهة مشروع الحوثي
حلحلة مشكلة اليمن المعقدة مرهونة بإيجاد حلول جذرية لعدة قضايا وطنية ذات مظلومية.
الصراع الذي يدور هو صراع بين مشروع الحوثي وتلك القضايا ، وأيضاً صراع بين الأحزاب وتلك القضايا لأن الاحزاب تحصل على الوجود في السلطة على حساب غياب تلك القضايا كما أنها مشاركة في بقاء مظلوميتها وعدم انصافها.
الانقلاب الحوثي قام بتكريس الظلم لتلك القضايا ليضيفه إلى ظلم سابق تعرضت له في عهد الأئمة وغيرها.
نحن بحاجة لإثارة تلك القضايا والعمل وفق انصافها كمسار صائب يمنحنا الحصول على التأييد السياسي على المستوى الدولي ، ويجعلنا نقوم بتحقيق العدالة وانصاف المظالم ويقودنا للقضاء على مشروع الحوثي.
يجب أن يكون هناك دعماً لتلك القضايا ، وهذا لا يعتبر دعماً للمزيد من التقسيم كما يدعيه البعض ، انما دعماً لإيجاد حلول جذرية والانتقال لمرحلة عادلة ذات انصاف خالية من بقاء أي ظلم والاحتفاظ بأي من أسباب الصراع.
يجب العمل وفق انصاف خمس قضايا ذات مظلومية.
قضية الجنوب ، وقضية تهامة والوسط ، وقضية مأرب والجوف ، وقضية صنعاء ، وقضية دماج.
الحوثي بهجومه على الجنوب ارتكب ظلماً يضاف إلى ما تعرض له الجنوب من قبل.
وبسيطرته على الوسط وتهامة ارتكب ظلماً يضاف لما تعرضت له هذه المناطق من عهد الأئمة ، وكذلك بهجومه على مأرب والجوف.
الجنوب كله يعتبر قضية واحدة اسمها القضية الجنوبية ، لا نستطيع أن ننكر ان الجنوب تعرض لظلم من قوى في الشمال ، ولا نستطيع أن ننكر ان الجنوب كان دولة.
على الأحزاب أن لا تتدخل في شأن الجنوب واثارة أي صراع فيه ، كما علينا نحن أبناء الشمال أن لا نتدخل ، فقط نقف مع انصاف مظلومية الجنوب ، وأما بالنسبة للوحدة أو الانفصال فهذا أمر عائد لأبناء الجنوب.
قضية تهامة والوسط إب وتعز تعتبر قضية واحدة ، ولا أحد يستطيع أن ينكر الظلم الذي تعرضت له هذه المناطق الشافعية من قبل الأئمة والمناطق الزيدية.
ولذا يجب العمل على أساس مناطقي لإنصاف هذه المناطق من الهضبة الزيدية. وأيضاً انصاف مأرب والجوف والبيضاء.
بالنسبة لصنعاء وما جاورها وما يفعله الحوثي فيها وقيامه بقتل الرئيس السابق ، يجب أن تثار قضية صنعاء لإنصافها من صعدة.
وايضاً داخل صعدة نفسها كدماج وما ارتكبه الحوثي فيها يجب أن تثار قضية دماج لإنصافها من مران.
المناهضون للحوثي يجب ان يتخلوا عن جميع الأحزاب ، ويكن كلاً منهم مع أي من هذه القضايا الوطنية الخمس كلاً بحسب منطقته ، كما يجب أن يكون جميعهم مع انصاف كل هذه القضايا.
كلنا مع انصاف الجنوب من الظلم الذي تعرض له من قوى الشمال ، وانصاف تهامة والوسط من قوى الهضبة وكذلك مأرب والجوف والبيضاء ، وانصاف صنعاء من ظلم صعدة وانصاف دماج من ظلم مران ، وبهذا نكن قد انطلقنا من قضايا وطنية رفعنا عنها المظلومية وقضينا على الحوثي في عقر داره وانتقلنا لعهد جديد يسوده المساواة والانصاف.
ومن السهل أن نتوافق فيه على مشروع دولة يكن جامعاً وحاضناً ومحتوياً لمكونات ممثلة لتلك القضايا والتي من السهل أن تتقارب وتخرج برؤى متوافقة وذات اجماع بعد أن وجدت الانصاف وحصلت على العدالة.