حزب الإصلاح وإستخدام القبيلة للمناكفات
الصح والأصح أن تظل القبيلة في وضع الحياد ولا يتم إستخدامها إلا لمواجهة الحوثي والإرهاب ومناصرة قضية وطنية ، وذلك بشكل يساند الجيش وفي حالة إذا طلب منها ذلك ، ولا يصح إقحامها في الحرب السياسية والعسكرية الداخلية بين الأطراف المناهضة للحوثي ، لما لذلك من أثآر كارثية تولد الحقد والكراهية والثأر والانتقام داخل المجتمع بين القبيلة والقبائل الأخرى ، وداخل القبيلة نفسها.
ونحن نراقب عن كثب المكون المسمى المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية الذي تم تشكيله مؤخراً ، وفي إعلان فرع له في الصبيحة لحج ، تتضح اهدافه أكثر أن توجهه نحو المناطق المحررة ولا يهمه الحوثي ولا مناطق سيطرته.
يريدون أن ينتقل الجنوب لوضع أسوأ مما كان عليه سابقاً ، قبل سنوات حدثت مواجهة بين أطراف عسكرية ، والآن يريدونها مواجهة بين القبائل تحت مسمى المقاومة الشعبية وبين طرف عسكري جنوبي.
سابقاً أستخدم حزب الإصلاح الجيش الوطني لمواجهة قوات الانتقالي ، وكان هناك مبررات أن الجيش دولة والانتقالي ميليشيات لأنه ليس مشارك في الدولة رغم أن قواته مشاركة في معارك التحرير ، وأما اليوم فالإنتقالي شريك في الدولة ، ومجلس المقاومة الشعبية يعتبر ميليشيات وليس له مشاركات في معارك التحرير ، وهذا ما سيحعل الجميع يقف ضدكم بشكل أكثر مما كان يقف ضد الانتقالي سابقاً.
في الوقت الذي يقوم فيه الحوثي بالتحشيد والهجوم على الجنوب ، يقوم حزب الاصلاح بتشكيل ميليشيات هدفها التوجه لزعزعة الوضع داخل الجنوب ، كدليل على تقديم خدمة للحوثي وتخادم واضح معه.
وفي الوقت الذي تقوم به القوات الجنوبية بمحاربة التنظيمات الإرهابية وتواجه الهجوم الحوثي على جبهات يافع والضالع ولحج ، يتجه حزب الإصلاح لتشكيل ميليشيات في الجنوب بهدف جر المعركة بإتجاه آخر لتخفيف الضغط على الإرهاب وإنقاذه من الإجتثاث.
لم يعد الجنوب بحاجة لتشكيل مقاومة شعبية فلديه من القوات العسكرية ما يكفي للدفاع عنه وتحرير كل الشمال ، لديه قوات مقاومة جنوبية ودعم اسناد وإحزمة أمنية وقوات عمالقة وغيرها ، ولو أفترضنا أنه يحتاج ذلك ، فيجب أن يكون عبر مناقشة وإقرار وموافقة وتوجيهات مجلس القيادة ودول التحالف.
ولم تكن قبائل الصبيحة بحاجة لمكون جديد وتشكيل مقاومة شعبية مؤخراً ، فلديها من القيادات ما يرفع رأسها ويمنحها الفخر والإعتزاز ويجعلها تلتف حولهم ، كأمثال حمدي صبحي واللواء الصبيحي وغيرهم ، وأما هذا المكون فهدفه شق صفهم الموحد وتناحر بعضهم مع البعض ، والإساءة لهم بإعتبارهم اتجهوا للمقاومة من اليوم وليس من قبل تسع سنوات ، وإظهارهم أتباع لحمود المخلافي صاحب النهب والسلب والإستثمار في الخارج بأموال المقاومة والإقامة في فنادق تركيا ، وليس أتباع لأبناء قبيلتهم القادة العظماء المناضلون في الجبهات والميادين.
هذا الكلام ليس تعصباً مع الإنتقالي وتحاملاً على حزب الإصلاح ، إنما هو وقوفاً مع الدولة ومجلس القيادة والقانون وحرصاً على ترابط المجتمع ووحدة صفهم وكذلك وقوفاً ضد الميليشيات والحوثي والإرهاب وزرع الفتن الداخلية وإراقة الدماء.