عبداللطيف السيد شهيد المعركة المقدسة
مقبلاً غير مدبر ، مواجهاً غير غادر ، نال الشهادة وأرتقت روحه لبارئها شهيداً مجيداً ، ورحل الشهيد عبداللطيف السيد شامخ الرأس عالي الجبين وهو يخوض معركة مقدسة يتقدم صفوفها ضد الخوارج تنظيم القاعدة الإرهابي.
حادثة إستشهاده كشفت جوانب عدة وأخرجتها للعلن ، منها أن المعركة المقدسة ضد الإرهاب التي يخوضها أولئك الأبطال ليست بالهينة ، إنما كان هناك قصور إعلامي نحوها ، فالإعلام المناصر لها لم يظهرها بالشكل القوي والمطلوب ، وإعلام محسوب مناهضاً للحوثي لم يتطرق لها إلا ماندر بل بعضه يقلل من أهميتها ويسعى لصرف حقيقتها ليصورها أنها معركة ليست مع الإرهاب.
كما هناك إغفال للتضحيات منها تقديم ثلاثمائة شهيد بينهم من خيرة الرجال والقادة الأبطال ، والإنجازات الكبيرة المتمثلة بمداهمة الأوكار وإطلاق عدة رهائن والقبض على عدة قيادات إرهابية وأسرهم وإلحاق الخسائر الفادحة بالقاعدة في الأرواح وإضعافها لتتراجع من موقع العمليات الإنتحارية إلى العبوات الناسفة لتتراجع نحو حالة الإجتثاث النهائي التي باتت وشيكة.
جانب آخر تمثل في إسدال الستار بوضوح عن الطرف الثالث المتخادم والمتعاون والمتفق مع الحوثي ليضاف بجانب تنظيم القاعدة ، كأولئك الشامتون فاقدي الرجولة عديمي الضمير منحلي القيم منحطي الأخلاق.
معروف ومعلوم علاقة وتوحد القاعدة مع الحوثي ، وكل من شمت في الشهيد وفرح بمقتله فليس إلا إرهابي مع القاعدة والحوثي ، وهنا يتضح أن الشهيد كان يقود معركة يواجه فيها القاعدة والحوثي والإسلام السياسي ، ومدعومة من إيران وتركيا وأفغانستان.
نختلف مع الكثير من أبناء الجنوب والقوات الجنوبية ، من حيث أننا مع الوحدة وهم مع الإنفصال ، ولكن يجب أن نأيدهم ونساندهم ونقف معهم ضد القاعدة والحوثي ومن يقف معهما ، وهذه أخلاق ومبادئ يجب أن نظل عليها سواءً أن ظلينا موحدين أو انفصلنا.
ما الذي فعلهُ بكم الشهيد حتى تشمتون وتفرحون بموته وتحولون ما حدث إلى عيداً.
هل فجر منازلكم وقطع رواتبكم وشردكم من منازلكم ؟!
هل فرض عليكم معتقدات طائفية وشتم الصحابة رضوان عليهم وأنكر سنة النبي عليه الصلاة والسلام ؟!
هل قاد هجوماً عليكم في جبهات مأرب وتعز وقطع الطرقات وتقنص الأطفال والنساء ؟!
هل وهل وهل وهل ؟!
لماذا كل هذا الحقد والفجور في الخصومة تجاه شخص لم يرتكب تجاهكم جرماً ولم يكن ذنبه عندكم سوى التوجه لمحاربة الإرهاب.
لقد كان موت الشهيد بمثابة فضيحة مدوية لكم وسقوط أخلاقي أثبت أنكم الوجه الآخر للحوثي ، وأن تنظيم القاعدة ليس سوى الجناح العسكري لإسلامكم السياسي.
عبداللطيف السيد الشخص الذي لم أسمع عنه إلا قبل أيام عند تعيينه قائد الحزام الأمني لأبين ، ولم أرى صورته إلا بعد استشهاده من خلال انتشارها في مواقع التواصل ، ومن خلال هذا فقط نعتبره قائد شجاع في المواجهة وأعداءه جبناء غدارون ، ونحسبه شهيداً عظيماً نال شرف الشهادة في معركة مقدسة ، مثلما تنال القوات الجنوبية شرف محاربة الإرهاب.