لماذا يتواجد القضاء في عدن ويغيب في صنعاء
الطفلة حنين البكري ، وقعت حادثة مقتلها في عيد الأضحى الفائت ، ويوم أمس صدر الحكم بإعدام القاتل تعزيراً ، فترة بسيطة تمت فيها إجراءات المحكمة الإبتدائية والإستئناف وتم إصدار الحكم.
قبل شهرين قُتل الطفل مدين العمراني في إب بمنطقة خباز في العدين بطريقة بشعة خنقاً بعد خطف وتعذيب وكتم الأنفاس حسب تقرير الطبيب الشرعي ، وتم القبض على القتلة وإخراجهم من السجن بعد شهر ، بلا نيابة بلا محاكمة بلا هواء مطلي.
الطفلة حنين البكري أصبحت قضية رأي عام لأن أصحابنا مركزين على أي شيئ يحدث في الجنوب لتوظيفه سياسياً.
مقتل الطفل مدين في إب حاولنا أن تكون رأي عام ما أستطعنا ، أصحابنا ما تفاعلوا معنا والسبب لأنها لم تحدث في الجنوب.
يتواجد في عدن الدولة والأمن والقضاء ، وهذا دليل على البيئة المؤمنة بالدولة وبالقانون وبالعقليات المؤمنة بها بغض النظر على إختلافنا السياسي معها ، فالسياسة شيء والقانون شيء آخر ، والأمن والقضاء يجب على الجميع الوقوف معها في تأدية مهامها.
في مناطق سيطرة الحوثي التي يسيطر فيها على أجهزة القضاء سلالياً ، منذ سيطرته قام بإخراج القتلة من السجون ، كما يقوم بحماية القتلة ، ولهذا السبب أنتشرت جرائم القتل بشكل كبير في مناطق سيطرته.
قضايا كثيرة أصبحت قضايا رأي عام ولكن الحوثي قام بتمييعها.
مقتل ختام العشاري تم تمييع القضية والضغط على الشهود وإرغام أهل الضحية على العفو.
كثير من القتلة يرتكب جريمة قتل ثم يصبح محمياً بقيادي حوثي لأن ذلك القيادي قاتل أصلاً.
في عهد دولة ما قبل أحداث 2011 ، كانت أسرع عملية إصدار حكم إعدام تتم خلال عامين ، مع أنه كان هناك كثير من القضايا تستغرق خمس سنوات وبعضها أكثر ، وبعد تلك الأحداث غابت عملية القصاص ، ثم جاء الحوثي فأخرج القتلة من السجون.
جريمة مقتل الفنان نادر الجرادي التي أصبحت رأي عام أستغرقت مدة سبع سنوات حتى صدر حكم إعدام القاتل.
القضاء في عدن خلال شهرين أصدر الإستئناف حكم إعدام قاتل الطفلة حنين ، وهذا أمر مشكور عليه.
كان من قبل عندنا في صنعاء ، القاتل تحميه القبيلة ولا تحميه الدولة ، ومنذ أن جاء الحوثي أصبح القاتل تحميه القبيلة والدولة لأن الدولة عبارة عن ميليشيات.
في الجنوب القاتل لا تحميه لا دولة ولا قبيلة ، بل يقدم للقضاء ، وهذا سبب قلة إنتشار الجريمة وعدم وجود الثأر بين القبائل.
الحوثي الذي ميع القضاء في مناطق سيطرته ، وحوله لمحاكمة المختلفين معه سياسياً ، يحاكم قادة عسكريين مناهضين له وصحفيين وناشطين ، ويصدر عليهم حكم إعدام ، وترك المجرمين والقتلة بل ويحميهم ويشجعهم.