مقالات

تحرير الوسط برؤية الإنصاف والتوازن 1-5

عندما نتحدث عن الوسط فإننا نقصد كل المحافظات التي تقع ما بين صنعاء والجنوب كإب وتعز والحديدة وريمة والبيضاء ومأرب والجوف ، والتي يجب التوجه لتحريرها من منطلق إنصاف كقضية مظلومية ، وجعلها تحقيق توازن على مستوى شامل ، وانسجام وتقارب وتوحد مع الجنوب في حالة وحدة أو انفصال ، فذاك الحل الجذري بما يصب في صالح اليمن ككل والجوار.

الكلام في هذا الموضوع كثير جداً، ودعونا نبوح بالقليل عسى نخفف ما هو مكبوت بداخلنا، نحتاج للعمل في آن واحد بطريقة البناء وإثارة المظلومية وتفكيك الخصم، نحتاج أن ننظر بشكل شمولي لا نظرة جزئية، ونحتاج أن نفكر بعقلية تستفيد من الماضي وندرك الواقع ونصنع المستقبل الذي نريده، نحتاج عملية تحديث للمعلومات وتجديد للرؤية ، ننظر ما هي الأخطاء وما هي الأسباب ، ما هو سبب تغلب الخصم وسبب فشلك .

أولاً وقبل كل شيء نحتاج معرفة سياسة الأئمة ، سياسة الإستقواء بالهضبة ، والتوجه للوسط للسيطرة عليه  بطريقة إذلاله عبر دعم القبائل والشخصيات التي تعود أصولها للهضبة وجعلهم من يمتلون الوسط ،  وإستخدام الوسط  ضد الجنوب ، والسيطرة على الجنوب بطريقة إستخدام بعضه ضد بعض.

نظروا قبلياً على أن الوسط يتحد مع الجنوب ويتقارب قبلياً ، وهو سبب قيام مملكة حمير وسبأ وجعل الجنوب والوسط  يحكم صنعاء.

ونظروا مذهبياً فوجدوا أن الوسط والجنوب متوحد بالمذهب الشافعي وهو كمصطلح يوحدهم سيمكنهم أن أتحدوا من حكم صنعاء أو ينفصلوا ليشكلوا دولة واحدة تضم الوسط والجنوب.

فأتجهوا بخطة تجعلهم يسيطروا على الوسط والجنوب معاً ، أو يفصلوا الوسط عن الجنوب بما يمكنهم السيطرة ويكون الجنوب للإحتلال عبر إتفاق يبرموه مع ذاك الإحتلال.

مقصدهم إما أن يكون الكل موحداً تحت سيطرتهم أو يتقاسموه مع الإحتلال ، لا يساندك في الجنوب من أجل أن تتخلص من الإحتلال وتحكم نفسك ، بل يعمل بطريقة يمكن الإحتلال عليك أو تستعين به لمحاربة الإحتلال ويحكمك هو ويكون البديل.

وبسبب هذه السياسة ظلت اليمن شمالاً وجنوباً  فترات طويلة متنقلة ما بين إحتلال عثماني وبريطاني وغيره وما بين دول للأئمة.

سياسة الأئمة إحتقار أبناء الوسط قبلياً ومناطقياً ، والعمل على عدم ترابطهم القبلي مع الجنوب ، رغم  أن أبناء الوسط والجنوب في الحقيقة  يعتبرون أصل اليمن وأصل العرب.

ولمواجهة هذه السياسة وهذا المخطط التأريخي ، يجب الإدراك والعمل بشكل يوحد الجنوب مع بعضه ويصبح كالجسد الواحد والتحذير من نعرات المناطقية ، والعمل على استنهاض الوسط وتوحده مع نفسه وإنسجامه مع الجنوب بشكل دائم في حالة وحدة أو إنفصال ، والعمل على نقل الصراع الداخلي لمنطقة الهضبة التي هي منبع الصراع وإستخدام بعضها ضد بعض.

نعلم حالياً أن الحوثي قد أذل أبناء حاشد وبكيل بعد أن أستقوى بهم وأستخدمهم ضدنا ، ونحن متضامنون معهم ومتعاطفون وواقفون معاهم ، ولكن يجب أولأً علينا أن نلتف حول أنفسنا ونتحرر من الحوثي وننسجم مع الجنوب بشكل يؤدي للدفاع عنه وإسنادنا ضد الخطر الذي يأتينا من إتجاه الهضبة ماضياً وحاضراً حتى لا يتكرر مستقبلاً ، ثم نساند أبناء حاشد وبكيل ضد الحوثي ونحن نطالبهم أن يعرفوا أخطاءهم حتى لا يكرروها ضدنا مستقبلاً.